الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
وقد أدخلت الآية السابعة في الناسخ والمنسوخ.

[ ص: 441 ] باب ذكر الآية السابعة .

قال جل وعز: إنما الصدقات للفقراء والمساكين أدخلت في الناسخ والمنسوخ لأنها نسخت كل صدقة في القرآن.

593 - كما حدثنا جعفر بن مجاشع ، قال: حدثنا إبراهيم بن إسحاق الحربي ، قال: حدثنا علي بن مسلم ، قال: حدثنا عبيد الله ، عن سفيان ، عن جابر ، عن عكرمة ، : إنما الصدقات للفقراء والمساكين قال: "نسخت هذه كل صدقة في القرآن" .  

قال أبو جعفر: في هذه الآية الناسخة ما هو مختلف فيه وما هو [ ص: 442 ] مجتمع عليه فمما اختلف فيه منها الفرق بين الفقراء والمساكين اختلف في ذلك أهل التأويل والفقهاء وأهل اللغة وأهل النظر فقالوا في ذلك أحد عشر قولا :

594 - فحدثنا أحمد بن محمد بن نافع ، قال: حدثنا سلمة ، قال: حدثنا عبد الرزاق ، قال: أخبرنا معمر ، عن قتادة ، : إنما الصدقات للفقراء والمساكين .

قال: "الفقراء الذين بهم زمانة والمساكين الأصحاء المحتاجون"  فهذا قول في الفرق بين الفقير والمسكين 595 - وقال الضحاك : "الفقراء فقراء المهاجرين والمساكين من لم يهاجر" 596 - وقال عكرمة: "الفقراء من اليهود والنصارى والمساكين من المسلمين" 597 - وقال عبيد الله بن الحسن: "المساكين الذين عليهم الذلة والخضوع والفقراء الذين يتجملون ويأخذون في السر" [ ص: 443 ] 598 - قال محمد بن مسلمة: "المسكين الذي لا شيء له والفقير الذي له المسكن والخادم" فهذه خمسة أقوال وعن جماعة من الفقهاء قالوا: المسكين الذي له شيء والفقير الذي لا شيء له قال الشافعي: "الفقراء والله أعلم من لا مال لهم ولا حرفة تقع منه موقعا زمنا كان أو غير زمن سائلا كان أو متعففا، والمساكين من له مال أو حرفة لا تقع منه موقعا ولا تغنيه سائلا كان أو غير سائل" فهذه ستة أقوال .

التالي السابق


الخدمات العلمية