الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المكتبة الإسلامية

الرئيسية
المكتبة الإسلامية

فهرس الكتاب

- باب الترغيب في تعلم الناسخ والمنسوخ

- باب اختلاف العلماء في الذي ينسخ القرآن والسنة

- باب أصل النسخ واشتقاقه

- باب النسخ على كم يكون من ضرب

باب الفرق بين النسخ والبداء

باب السور التي فيها الناسخ والمنسوخ

الناسخ والمنسوخ للنحاس

النحاس - أبو جعفر محمد بن إسماعيل النحاس

صفحة

جزء

سورة النمل، والقصص، والعنكبوت، والروم.

741 - حدثنا أبو جعفر ، حدثنا يموت ، بإسناده عن ابن عباس : "أنهن نزلن بمكة " .

قال أبو جعفر: لم نجد فيهن إلا موضعين أحدهما في سورة القصص وهو قوله عز وجل: وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين للعلماء فيه أربعة أقوال: منهم من قال: هي منسوخة بالنهي عن السلام على الكفار ومنهم من قال: هي منسوخة بالأمر بالقتال ومنهم من تأولها فأباح السلام على الكفار والقول الرابع: إن هذا قول جميل ومخاطبة حسنة وليس من جهة السلام ولا نسخ فيه .

قال أبو جعفر: فالقول الأول يحتج قائله بما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الكفار [ ص: 575 ] 742 - "لا تبدؤوهم بالسلام" قال ففي هذا نسخ .

قال أبو جعفر: وهذا القول وإن كان قد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الكفار "لا تبدؤوهم بالسلام" فهو غلط لأن الآية ليست من هذا في شيء وإنما هي من المتاركة كما يقول الرجل للرجل دعني بسلام تستعمله العرب للمتاركة

سُورَةُ النَّمْلِ، وَالْقَصَصِ، وَالْعَنْكَبُوتِ، وَالرُّومِ.

741 - حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ ، حَدَّثَنَا يَمُوتٌ ، بِإِسْنَادِهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ : "أَنَّهُنَّ نَزَلْنَ بِمَكَّةَ " .

قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: لَمْ نَجِدْ فِيهِنَّ إِلَّا مَوْضِعَيْنِ أَحَدُهُمَا فِي سُورَةِ الْقَصَصِ وَهُوَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ لِلْعُلَمَاءِ فِيهِ أَرْبَعَةُ أَقْوَالٍ: مِنْهُمْ مَنْ قَالَ: هِيَ مَنْسُوخَةٌ بِالنَّهْيِ عَنِ السَّلَامِ عَلَى الْكُفَّارِ وَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ: هِيَ مَنْسُوخَةٌ بِالْأَمْرِ بِالْقِتَالِ وَمِنْهُمْ مَنْ تَأَوَّلَهَا فَأَبَاحَ السَّلَامَ عَلَى الْكُفَّارِ وَالْقَوْلُ الرَّابِعُ: إِنَّ هَذَا قَوْلٌ جَمِيلٌ وَمُخَاطَبَةٌ حَسَنَةٌ وَلَيْسَ مِنْ جِهَةِ السَّلَامِ وَلَا نَسْخَ فِيهِ .

قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: فَالْقَوْلُ الْأَوَّلُ يَحْتَجُّ قَائِلُهُ بِمَا صَحَّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْكُفَّارِ [ ص: 575 ] 742 - "لَا تَبْدَؤُوهُمْ بِالسَّلَامِ" قَالَ فَفِي هَذَا نَسْخٌ .

قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: وَهَذَا الْقَوْلُ وَإِنْ كَانَ قَدْ صَحَّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْكُفَّارِ "لَا تَبْدَؤُوهُمْ بِالسَّلَامِ" فَهُوَ غَلَطٌ لِأَنَّ الْآيَةَ لَيْسَتْ مِنْ هَذَا فِي شَيْءٍ وَإِنَّمَا هِيَ مِنَ الْمُتَارَكَةِ كَمَا يَقُولُ الرَّجُلُ لِلرَّجُلِ دَعْنِي بِسَلَامٍ تَسْتَعْمِلُهُ الْعَرَبُ لِلْمُتَارَكَةِ

التالي السابق

الخدمات العلمية

تفسير الآية ترجمة علم عناوين الشجرة تخريج حديث