الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ومنهم: أبو عبد الله محمد بن إبراهيم العبدي.

170 - سمعت أبا زكريا العنبري يقول: شهدت جنازة الحسين بن محمد القباني سنة تسع وثمانين ومئتين، فقدم أبو عبد الله للصلاة عليه، فصلى عليه، فلما أراد أن ينصرف قدمت دابته، فأخذ أبو عمرو الخفاف بلجامه، وأبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة بركابه، وأبو بكر الجارودي ، وإبراهيم بن أبي طالب يسويان عليه ثيابه، فمضى ولم يكلم واحدا منهم.  

171 - سمعت أبا عمرو بن أبي جعفر المقرئ يقول: سمعت أبا بكر محمد بن إسحاق يقول: " لو لم يكن في أبي عبد الله البوشنجي من البخل في العلم ما كان وكان يعلمني ما خرجت إلى مصر.  

172 - سمعت أبا بكر محمد بن جعفر المزكي يقول: سمعت أبا عبد الله البوشنجي يقول في حديث النبي صلى الله عليه وآله: "البذاء من الجفاء".  

فقال: البذاء خلاف البذاذة، إنما البذاء طول اللسان برمي الفواحش والبهتان، يقال: فلان بذيء اللسان، والبذاذة التي قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إنها من الإيمان، هي رثاثة الثياب في الملبس [ ص: 278 ] والمفرش، وذلك تواضع عن رفيع الثياب وثمين الملابس والمفترش، وهي ملابس أهل الزهد في الدنيا، يقال فلان بذ الهيئة رث الملبس، والله أعلم.

173 سمعت أبا زكريا العنبري رحمه الله يقول: سمعت أبا عبد الله البوشنجي وحدثنا عن يحيى بن بكير ، عن ضمام بن إسماعيل ، عن أبي قبيل المعافري ، عن عبد الله بن عمرو ، أن النبي صلى الله عليه وآله قال: "تهادوا تحابوا".  

فقال: بالتشديد من الحب، وأما بالتخفيف فمن المحاباة.

التالي السابق


الخدمات العلمية