ذكر النوع الثالث والعشرين
من علوم الحديث
قال هذا النوع من هذا العلم الحاكم: معرفة المشهور من الأحاديث المروية عن رسول الله صلى الله عليه وآله.
والمشهور من الحديث غير الصحيح، فرب حديث مشهور لم يخرج في الصحيح، من ذلك:
قوله صلى الله عليه وآله وسلم: ومنه قوله صلى الله عليه وآله: "طلب العلم فريضة على كل مسلم"، ومنه "نضر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها"، ومنه "الخوارج كلاب النار"، ومنه "لا نكاح إلا بولي"، ومنه "إذا انتصف شعبان فلا صيام حتى يجيء رمضان"، ومنه "أفطر الحاجم والمحجوم"، ومنه "من سئل عن علم فكتمه ألجم بلجام من نار"، ومنه "من مس ذكره فليتوضأ"، ومنه "من كان له إمام فقراءة الإمام له [ ص: 305 ] قراءة"، ومنه "الأذنان من الرأس"، "صلاة القاعد على النصف من صلاة القائم".
فكل هذه الأحاديث مشهورة بأسانيدها، وطرقها، وأبواب يجمعها أصحاب الحديث، وكل حديث منها يجمع طرقه في جزء أو جزئين، ولم يخرج في الصحيح منها حرف.
وأما الأحاديث المشهورة المخرجة في الصحيح، فمثل:
قوله صلى الله عليه وآله: الحديث، وقوله: "إنما الأعمال بالنيات، ولكل امرئ ما نوى" الحديث، وقوله صلى الله عليه وآله: "إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس" وقوله صلى الله عليه وآله: "من أتى الجمعة فليغتسل" الحديث، وقوله صلى الله عليه وآله: "إن خلق أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين يوما" وقوله صلى الله عليه وآله: "أمرت أن أسجد على سبعة أعضاء"، وقوله صلى الله عليه وآله: "كل معروف صدقة"، وقوله صلى الله [ ص: 306 ] عليه: "إنما جعل الإمام ليؤتم به"، الفئة الباغية"، عمارا وأمره صلى الله عليه وسلم: برفع اليدين في الصلاة، عند الركوع، ورفع الرأس، وأمره صلى الله عليه وآله: بإفراد الإقامة، وقوله صلى الله عليه وآله: "تقتل وقوله صلى الله عليه وآله: "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده"، "لا تقاطعوا ولا تدابروا".
والطوالات من الأحاديث مثل:
حديث الإيمان، وحديث الزكاة، وحديث الحج، وحديث الإفك، وحديث التوبة، وحديث المعراج، وحديث الشفاعة، [ ص: 307 ] وحديث القبر، وحديث أم زرع.
ومن الطوالات المشهورة التي لم تخرج في الصحيح:
حديث الطير، وحديث عرض القبائل، وحديث والان العدوي، وحديث الشورى، سقيفة بني ساعدة، ومقتل عثمان رضي الله عنه، [ ص: 308 ] وحديث سطيح وعجائب بسم الله الرحمن الرحيم، وحديث بلوقيا، وحديث حليمة، وحديث قس بن ساعدة ، وحديث وغيرها من الطوالات. أم معبد،
فهذه الأنواع التي ذكرنا من المشهورة التي يعرفها أهل العلم، وقل ما يخفى ذلك عليهم، وهو المشهور الذي يستوي في معرفتها الخاص والعام.
[ ص: 309 ]