الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر النوع الثالث والعشرين

من علوم الحديث

قال الحاكم: هذا النوع من هذا العلم معرفة المشهور من الأحاديث المروية عن رسول الله صلى الله عليه وآله.  

والمشهور من الحديث غير الصحيح، فرب حديث مشهور لم يخرج في الصحيح، من ذلك:

قوله صلى الله عليه وآله وسلم: "طلب العلم فريضة على كل مسلم"، ومنه قوله صلى الله عليه وآله: "نضر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها"، ومنه "الخوارج كلاب النار"، ومنه "لا نكاح إلا بولي"، ومنه "إذا انتصف شعبان فلا صيام حتى يجيء رمضان"، ومنه "أفطر الحاجم والمحجوم"، ومنه "من سئل عن علم فكتمه ألجم بلجام من نار"، ومنه "من مس ذكره فليتوضأ"، ومنه "من كان له إمام فقراءة الإمام له [ ص: 305 ] قراءة"، ومنه "الأذنان من الرأس"، ومنه "صلاة القاعد على النصف من صلاة القائم".

فكل هذه الأحاديث مشهورة بأسانيدها، وطرقها، وأبواب يجمعها أصحاب الحديث، وكل حديث منها يجمع طرقه في جزء أو جزئين، ولم يخرج في الصحيح منها حرف.

وأما الأحاديث المشهورة المخرجة في الصحيح، فمثل:

قوله صلى الله عليه وآله: "إنما الأعمال بالنيات، ولكل امرئ ما نوى" الحديث، وقوله: "إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس" الحديث، وقوله صلى الله عليه وآله: "من أتى الجمعة فليغتسل" وقوله صلى الله عليه وآله: "إن خلق أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين يوما" الحديث، وقوله صلى الله عليه وآله: "أمرت أن أسجد على سبعة أعضاء"، وقوله صلى الله عليه وآله: "كل معروف صدقة"، وقوله صلى الله عليه وآله: "إنما جعل الإمام ليؤتم به"، وقوله صلى الله [ ص: 306 ] عليه: "تقتل عمارا الفئة الباغية"، وأمره صلى الله عليه وسلم: برفع اليدين في الصلاة، عند الركوع، ورفع الرأس، وأمره صلى الله عليه وآله: بإفراد الإقامة، وقوله صلى الله عليه وآله: "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده"، وقوله صلى الله عليه وآله: "لا تقاطعوا ولا تدابروا".

والطوالات من الأحاديث مثل:

حديث الإيمان، وحديث الزكاة، وحديث الحج، وحديث الإفك، وحديث التوبة، وحديث المعراج، وحديث الشفاعة، [ ص: 307 ] وحديث القبر، وحديث أم زرع.

ومن الطوالات المشهورة التي لم تخرج في الصحيح:

حديث الطير، وحديث عرض القبائل، وحديث والان العدوي، وحديث الشورى، سقيفة بني ساعدة، ومقتل عثمان رضي الله عنه، [ ص: 308 ] وحديث سطيح وعجائب بسم الله الرحمن الرحيم، وحديث بلوقيا، وحديث حليمة، وحديث قس بن ساعدة ، وحديث أم معبد، وغيرها من الطوالات.

فهذه الأنواع التي ذكرنا من المشهورة التي يعرفها أهل العلم، وقل ما يخفى ذلك عليهم، وهو المشهور الذي يستوي في معرفتها الخاص والعام.

[ ص: 309 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية