الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
والجنس الرابع من المدلسين:

قوم دلسوا أحاديث رووها عن المجروحين، فغيروا أساميهم وكناهم، كي لا يعرفوا.
 

254 - أخبرني محمد بن صالح الهاشمي قاضي القضاة ، قال: حدثنا أبو جعفر المستعيني قال: حدثنا عبد الله بن علي المديني قال: حدثني أبي قال: كل ما في كتاب ابن جريج ، أخبرت عن داود بن الحصين ، وأخبرت عن صالح مولى التوأمة ، فهو من كتب إبراهيم بن أبي يحيى.

255 - سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب يقول: سمعت العباس بن محمد الدوري يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: " إبراهيم بن أبي يحيى لا يكتب حديثه، كان جهميا رافضيا قلت ليحيى: يروي ابن جريج ، عن إبراهيم بن أبي يحيى؟ قال: حدث عنه "من مات مريضا مات شهيدا ".

[ ص: 346 ] وقد كان الثوري يحدث عن إبراهيم بن هراسة فيقول: حدثنا أبو إسحاق الشيباني.

قال: سليمان الشاذكوني: من أراد التدين بالحديث فلا يأخذ عن الأعمش ، ولا عن قتادة إلا ما قالا: سمعناه.

256 - .. قال علي بن المديني: حدثنا يعلى بن عبيد ، عن محمد بن إسحاق ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن [ ص: 347 ] علي أن النبي صلى الله عليه وآله أهدى مائة بدنة، فيها جمل لأبي جهل.

قال ابن المديني: فكنت أرى أن هذا من صحيح حديث ابن إسحاق ، فإذا هو قد دلسه،

حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد ، عن أبيه، عن محمد بن إسحاق ، قال: حدثني من لا أتهم، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ، فإذا الحديث مضطرب.

[ ص: 348 ] 257 - قال علي: وحدثنا سفيان ، عن أيوب ، عن أبي قلابة قال: ذكاة الأرض نبشها.

فقلت لسفيان: فإن وهيبا رواه عن أيوب ، عن أبي قلابة ، [ ص: 349 ] فقال سفيان: رواه أبو عمير الحارث بن عمير ، عن أيوب ، فقيل لسفيان: من عن أبي عمير؟ قال: ابنه حمزة ، فلقيت حمزة بن الحارث ، فحدثني عن أبيه، عن أيوب ، عن أبي قلابة بهذا الحديث.

258 - أخبرني عبد الله بن محمد بن حمويه الدقيقي قال: حدثنا جعفر بن أبي عثمان الطيالسي قال: حدثني خلف بن سالم قال: سمعت عدة من مشايخ أصحابنا، تذاكروا كثرة التدليس والمدلسين، فأخذنا في تمييز أخبارهم، فاشتبه علينا تدليس الحسن بن أبي الحسن ، وإبراهيم بن يزيد النخعي.

لأن الحسن كثيرا ما يدخل بينه وبين أصحابه أقواما مجهولين، وربما دلس عن مثل عتي بن ضمرة ، وحنيف بن المنتجب ، ودغفل بن حنظلة ، وأمثالهم.

فإبراهيم أيضا يدخل بينه وبين أصحاب عبد الله مثل: هني بن نويرة ، وسهم بن منجاب ، وحزامة الطائي ، وربما دلس عنهم.

وذكر أيضا تدليس أبي إسحاق السبيعي ، فأكثر من عجائبه، وكذلك [ ص: 350 ] الحكم ، ومغيرة ، وابن إسحاق ، وهشيم.

التالي السابق


الخدمات العلمية