الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
والجنس الخامس من التدليس:

قوم دلسوا عن قوم سمعوا منهم الكثير، وربما فاتهم الشيء عنهم، فيدلسونه.
 

259 - أخبرني قاضي القضاة محمد بن صالح الهاشمي قال: حدثنا أبو جعفر المستعيني قال: حدثنا عبد الله بن علي بن عبد الله بن المديني قال: حدثنا أبي قال: سمعت يحيى بن سعيد يقول: حدثنا صالح بن أبي الأخضر قال: حديثي منه ما قرأت على الزهري ، ومنه ما سمعت، ومنه ما وجدت في كتاب، ولست أفصل ذا من ذا.

قال يحيى: وكان قدم علينا، فكان يقول: حدثنا الزهري ، حدثنا الزهري.

قال علي بن المديني: وربما كان سفيان بن عيينة إذا أراد أن يدلس يقول: عشرة عن زبيد منهم: مالك بن مغول ، عن مرة ، عن عبد الله: "إن الله قسم بينكم أخلاقكم".

قال علي: وكان زهير ، وإسرائيل يقولان: عن أبي إسحاق أنه كان يقول: ليس أبو عبيدة حدثنا، ولكن عبد الرحمن بن الأسود ، عن أبيه، عن [ ص: 351 ] النبي صلى الله عليه وآله في الاستنجاء بالأحجار الثلاثة.

قال ابن الشاذكوني: ما سمعت بتدليس قط أعجب من هذا، ولا أخفى، قال: أبو عبيدة لم يحدثني، ولكن عبد الرحمن ، عن فلان، عن فلان، ولم يقل: حدثني، فجاز الحديث، وسار.

260 - أخبرني أبو يحيى السمرقندي قال: حدثنا محمد بن نصر قال: حدثني جماعة، عن عبد الصمد بن عبد الوارث ، عن أبيه، عن الحسن بن ذكوان ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن عاصم بن ضمرة ، عن علي رضوان الله عليه: أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن ثمن الميتة، وعن ثمن الخمر، والحمر الأهلية، وكسب البغي، وعن عسب كل ذي فحل.

261 - قال أبو عبد الله محمد بن نصر: وهذا حديث لم يسمعه الحسن بن ذكوان من حبيب بن أبي ثابت ، وذلك أن محمد بن يحيى ، حدثنا قال: حدثنا أبو معمر ، قال: حدثني عبد الوارث ، (عن الحسن بن ذكوان ، عن عمرو بن خالد ، عن حبيب بن أبي ثابت) ، وعمرو هذا منكر الحديث، فدلسه الحسن عنه.

قال الحاكم: ومن هذه الطبقة جماعة من المحدثين: المتقدمين، والمتأخرين، مخرج حديثهم في الصحيح، إلا أن المتبحر في هذا العلم يميز بين ما سمعوه، وما دلسوه.

التالي السابق


الخدمات العلمية