الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  معلومات الكتاب

                  منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية

                  ابن تيمية - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني

                  صفحة جزء
                  الوجه الرابع : أن يقال : قول القائل : إنهم أثبتوا قدماء كثيرين ، لفظ مجمل موهم [ القول ] أنهم [1] أثبتوا آلهة غير الله في القدم ، أو أثبتوا [2] موجودات منفصلة قديمة مع الله ، [ أم أثبتوا [3] لله صفات الكمال القائمة به كالحياة والعلم والقدرة .

                  فإن قلت : أثبتوا آلهة غير الله ، أو موجودات قديمة منفصلة عن الله ، ] [ ص: 489 ] كان هذا بهتانا عليهم . والمشنع وإن لم يقصد هذا لكن لفظه فيه إبهام وإيهام [4] .

                  وإن قلت : أثبتوا له صفات قائمة به [5] قديمة بقدمه ، وهي صفات الكمال كالحياة والعلم والقدرة ، فهذا هو الحق ، وهل ينكر هذا إلا مخذول مسفسط ؟ [6] فمن أنكر هذه الصفات ، وقال هو حي بلا حياة ، وعالم بلا علم ، وقادر بلا قدرة [7] كان قوله ظاهر البطلان . وكذلك إن قال : علمه هو قدرته وقدرته علمه ، وإن قال مع ذلك : إنه هو العلم والقدرة ، فجعل الموصوف هو الصفة وهذه الصفة هي الأخرى ، كما يوجد مثل ذلك [8] في أقوال نفاة الصفات من الفلاسفة والمعتزلة ، فنفس تصور قولهم على الحقيقة يبين فساده ، والكلام عليهم وعلى شبههم [9] مبسوط في غير هذا الموضع [10] .

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية