الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  معلومات الكتاب

                  منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية

                  ابن تيمية - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني

                  صفحة جزء
                  فيقال : لهم أما كون العرب تقول لما كان أغلظ من غيره أجسم فهذا [ ص: 550 ] صحيح ، ( مع أن بعض أهل اللغة أنكروا هذا ) [1] . وأما دعواكم أنهم يقولون هذا [2] لأن الجسم مركب من الأجزاء المفردة ، وكل ما يشار إليه فهو مركب فيسمونه جسما ، فهذه دعوى باطلة عليهم من وجوه : أحدها : أنه قد علم [3] بنقل الثقات عنهم والاستعمال الموجود في كلامهم أنهم لا يسمون كل ما يشار إليه جسما ، ولا يقولون للهواء اللطيف جسما ، [4] وإنما يستعملون لفظ " الجسم " كما يستعملون لفظ الجسد ، وهكذا نقل عنهم أهل العلم بلسانهم كالأصمعي وأبي زيد الأنصاري وغيرهما ، كما [5] نقله الجوهري في " صحاحه " وغير الجوهري ، [6] فلفظ " الجسم " عندهم يتضمن معنى الغلظ والكثافة ، لا معنى كونه يشار إليه .

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية