( فصل ) قال [ الرافضي ] [1] : " ومنها أنه لا يتمكن أحد من تصديق أحد من الأنبياء ، لأن التوصل إلى ذلك والدليل عليه إنما يتم [2] بمقدمتين : إحداهما : أن الله [ تعالى ] فعل المعجز على يد النبي [ صلى الله عليه وسلم ] [3] لأجل التصديق . والثانية : أن [ ص: 92 ] كل من صدقه [4] الله فهو صادق ، وكلتا [5] المقدمتين لا تتم على قولهم ، لأنه إذا استحال أن يفعل لغرض [6] استحال أن يظهر المعجز [7] لأجل التصديق ، وإذا كان فاعلا للقبيح ولأنواع الإضلال والمعاصي [8] والكذب وغير ذلك جاز أن يصدق الكذاب ، فلا يصح الاستدلال على صدق أحد من الأنبياء ولا المنذرين بشيء من الشرائع والأديان " .
الجواب من وجوه .
[ أحدها : أن يقال ] [9] : إنه قد [10] تقدم أن أكثر [11] القائلين بخلافة الخلفاء الثلاثة يقولون : إن الله يفعل لحكمة ، بل أكثر أهل السنة يقولون بذلك أيضا . المثبتين للقدر
وحينئذ فإن [12] كان هذا القول هو الصواب فهو من أقوال أهل السنة ، وإن كان نفيه هو الصواب فهو من أقوال أهل السنة [ أيضا ] [13] ، فعلى [ ص: 93 ] التقديرين [ لا ] [14] يخرج الحق عن قولهم ، بل قد يوجد في كل مذهب من المذاهب الأربعة النزاع بين أصحابه في هذا الأصل ، مع اتفاقهم على إثبات خلافة الخلفاء [ الثلاثة ] [15] ، وعلى ، ونزاع أصحاب إثبات القدر وأن الله خالق أفعال العباد [16] في هذا الأصل معروف ، وغير واحد من أصحاب أحمد وغيرهم أحمد كابن عقيل والقاضي أبي خازم [17] وغيرهما يثبتون المعجزات بأن لا يجوز في حكمته الرب حكيم [18] ، وكذلك قال إظهار المعجزات على يد الكذاب أبو الخطاب [19] وغيره وكذلك أصحاب مالك ، ولعل أكثر أصحاب والشافعي يقولون بإثبات الحكمة في أفعاله أيضا . أبي حنيفة