الثالث أن يقال : ما تعني بقولك يلزم أن يكون الله موجبا بذاته ؟ أتعني به [1] أن يكون موجبا للأثر بلا قدرة ولا إرادة [2] ، أو تعني [ ص: 272 ] به أن يكون الأثر واجبا عند وجود [3] المرجح الذي هو الإرادة مثلا مع القدرة .
فإذا [4] عنيت الأول لم يسلم التلازم ، [5] فإن الفرض [6] أنه قادر ، وأنه مرجح [ بمرجح ] [7] فهنا شيئان : قدرة وأمر آخر ، وقد فسرنا ذلك بالإرادة ، فكيف يقال : إنه مرجح بلا قدرة ولا إرادة .
وإن أردت أنه يجب وجود الأثر إذا حصلت الإرادة مع القدرة فهذا حق ، وهذا مذهب المسلمين ، وإن سمى مسم هذا موجبا بالذات كان نزاعا لفظيا ، والمسلمون يقولون : ، فما شاء الله وجوده وجب وجوده بمشيئته وقدرته ، وما لم يشأ وجوده امتنع وجوده لعدم مشيئته وقدرته ، ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن [8] فالأول واجب بالمشيئة ، والثاني ممتنع لعدم المشيئة ، القدرية من أن الله يشاء ما لا يكون ويكون ما لا يشاء [9] فهذا الذي أنكره أهل السنة والجماعة عليهم . وأما ما يقوله