الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  معلومات الكتاب

                  منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية

                  ابن تيمية - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني

                  صفحة جزء
                  الثالث أن يقال : ما تعني بقولك يلزم أن يكون الله موجبا بذاته ؟ أتعني به [1] أن يكون موجبا للأثر بلا قدرة ولا إرادة [2] ، أو تعني [ ص: 272 ] به أن يكون الأثر واجبا عند وجود [3] المرجح الذي هو الإرادة مثلا مع القدرة .

                  فإذا [4] عنيت الأول لم يسلم التلازم ، [5] فإن الفرض [6] أنه قادر ، وأنه مرجح [ بمرجح ] [7] فهنا شيئان : قدرة وأمر آخر ، وقد فسرنا ذلك بالإرادة ، فكيف يقال : إنه مرجح بلا قدرة ولا إرادة .

                  وإن أردت أنه يجب وجود الأثر إذا حصلت الإرادة مع القدرة فهذا حق ، وهذا مذهب المسلمين ، وإن سمى مسم هذا موجبا بالذات كان نزاعا لفظيا ، والمسلمون يقولون : ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ، فما شاء الله وجوده وجب وجوده بمشيئته وقدرته ، وما لم يشأ وجوده امتنع وجوده لعدم مشيئته وقدرته ، [8] فالأول واجب بالمشيئة ، والثاني ممتنع لعدم المشيئة ، وأما ما يقوله القدرية من أن الله يشاء ما لا يكون ويكون ما لا يشاء [9] فهذا الذي أنكره أهل السنة والجماعة عليهم .

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية