الوجه الخامس : أن الحديث روي تفسيره فيه من وجهين : أحدهما : أنه - صلى الله عليه وسلم - [1] . ، فقال : " من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي الفرقة الناجية " . وفي الرواية الأخرى قال : " سئل عن " . وكل من التفسيرين يناقض قول هم الجماعة الإمامية ، ويقتضي أنهم [ ص: 457 ] خارجون عن الفرقة الناجية ، فإنهم خارجون عن جماعة المسلمين : يكفرون أو يفسقون ( * أئمة [2] . الجماعة كأبي بكر وعمر ، دع وعثمان وملوك معاوية بني أمية وبني العباس ، وكذلك يكفرون أو يفسقون * ) [3] . علماء الجماعة وعبادهم ، كمالك والثوري والأوزاعي والليث بن سعد وأبي حنيفة والشافعي وأحمد [4] . وإسحق وأبي عبيد وإبراهيم بن أدهم والفضيل بن عياض وأبي سليمان الداراني وأمثال هؤلاء ، وهم أبعد الناس عن معرفة سير الصحابة والاقتداء بهم ، لا في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا بعده ، فإن ومعروف الكرخي [5] . هذا إنما يعرفه أهل [6] . العلم بالحديث والمنقولات ، والمعرفة بالرجال [7] . الضعفاء والثقات ، وهم من أعظم [8] . الناس جهلا بالحديث وبغضا له [9] . ، ومعاداة لأهله ، فإذا كان وصف الفرقة الناجية أتباع الصحابة على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - - وذلك شعار السنة والجماعة - كانت ، فالسنة ما كان [ صلى الله عليه وسلم ] الفرقة الناجية هم أهل السنة والجماعة [10] . هو وأصحابه عليه [11] . [ ص: 458 ] في عهده ، مما أمرهم به أو أقرهم عليه أو فعله هو والجماعة هم المجتمعون [12] . الذين ما [13] . فرقوا دينهم وكانوا شيعا ، فالذين [14] . فرقوا دينهم وكانوا شيعا خارجون عن الجماعة [15] . قد برأ الله نبيه منهم ، فعلم بذلك [16] . أن هذا وصف أهل السنة والجماعة ، لا وصف الرافضة ، وأن هذا [17] . الحديث وصف الفرقة الناجية باتباع سنته التي كان عليها هو وأصحابه وبلزوم جماعة المسلمين .
فإن قيل : فقد قال في الحديث : " [18] . على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي " ، فمن خرج عن تلك الطريقة بعده لم يكن على طريقة الفرقة الناجية ، وقد ارتد ناس بعده فليسوا من الفرقة الناجية . من كان
قلنا : نعم ، وأشهر الناس بالردة خصوم - رضي الله عنه - وأتباعه ؛ أبي بكر الصديق كمسيلمة الكذاب وأتباعه وغيرهم . وهؤلاء تتولاهم الرافضة كما ذكر ذلك غير واحد من شيوخهم ، مثل هذا الإمامي وغيره ، ويقولون : إنهم كانوا على الحق ، وأن الصديق قاتلهم بغير حق . ثم من [19] . أظهر [ ص: 459 ] الناس ردة الغالية [20] . الذين حرقهم [ رضي الله عنه ] علي [21] . بالنار لما ادعوا فيه الإلهية ، وهم السبائية [22] . أتباع عبد الله بن سبأ الذين أظهروا سب أبي بكر . وعمر
وأول من ظهر عنه دعوى النبوة من المنتسبين إلى الإسلام وكان من المختار بن أبي عبيد الشيعة [23] \ 68 . فعلم أن أعظم الناس ردة هم في الشيعة أكثر منهم في سائر الطوائف ، ولهذا لا يعرف ردة أسوأ [ حالا ] من ردة [24] . الغالية كالنصيرية ، ومن [ ردة ] الإسماعيلية [25] . الباطنية ونحوهم ، وأشهر [26] . الناس بقتال المرتدين هو - رضي الله عنه - ، فلا يكون المرتدون في طائفة أكثر منها في خصوم أبو بكر الصديق ، فدل ذلك على أن المرتدين الذين لم يزالوا مرتدين على أعقابهم هم أبي بكر الصديق بالرافضة أولى منهم بأهل السنة والجماعة .
وهذا بين يعرفه كل عاقل يعرف الإسلام وأهله [27] . ، ولا يستريب [28] . أحد أن جنس المرتدين في المنتسبين إلى التشيع أعظم وأفحش كفرا من [ ص: 460 ] جنس [29] . المرتدين والمنتسبين إلى أهل السنة والجماعة إن كان فيهم مرتد .