[ ص: 468 ] فصل [1] 
قال الرافضي : [2]  " وقال : أقيلوني فلست [3] بخيركم ،  وعلي  فيكم [4]  . فإن كانت إمامته حقا كانت استقالته منها معصية ، وإن كانت باطلة لزم الطعن  " .  
والجواب : أن هذا كذب ، ليس في شيء من كتب الحديث ، ولا له إسناد معلوم ، فإنه لم يقل : "  وعلي  فيكم " ، بل الذي ثبت [5] عنه في الصحيح أنه قال يوم السقيفة    : بايعوا أحد هذين الرجلين :  عمر بن الخطاب  ،  وأبا عبيدة بن الجراح  ، فقال له  عمر   : بل أنت سيدنا ، وخيرنا [6] ، وأحبنا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . قال "  عمر   : كنت [7] والله لأن أقدم فتضرب عنقي ، لا يقربني ذلك إلى إثم ، أحب إلي من تأمري [8] على قوم فيهم  أبو بكر  [9]  . 
ثم لو قال : "  وعلي  فيكم " لاستخلفه مكان  عمر  ، فإن أمره كان مطاعا . 
 [ ص: 469 ] وأما قوله : " إن كانت إمامته حقا كانت استقالته منها معصية " . 
فيقال : إن ثبت أنه قال ذلك ، فإن كونها حقا إما بمعنى كونها جائزة ، والجائز يجوز تركه ، وإما بمعنى كونها واجبة إذا لم يولوا غيره ، ولم يقيلوه . وأما إذا أقالوه وولوا غيره لم تكن واجبة عليه . 
والإنسان قد يعقد بيعا أو إجارة ، ويكون العقد حقا ، ثم يطلب الإقالة وهو لتواضعه وثقل الحمل عليه قد يطلب الإقالة ، وإن لم يكن هناك من هو أحق بها منه ، وتواضع الإنسان لا يسقط حقه . 
				
						
						
