الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  معلومات الكتاب

                  منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية

                  ابن تيمية - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني

                  صفحة جزء
                  وأما قوله [1] : " كان عامل جنوده [2] معاوية بن أبي سفيان عامل الشام ، وعامل الكوفة سعيد بن العاص [3] ، وبعده عبد الله بن عامر ، والوليد بن عقبة عامل البصرة " .

                  فيقال : أما معاوية فولاه عمر بن الخطاب لما مات أخوه يزيد بن أبي سفيان مكانه ، ثم ولاه عثمان - رضي الله عنه - الشام كله ، وكانت سيرته [ ص: 360 ] في [4] أهل الشام من أحسن السير [5] ، وكانت رعيته من أعظم الناس محبة له .

                  وفي الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : " خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم ، وتصلون عليهم ويصلون عليكم " [6] .

                  وكان معاوية تحبه رعيته وتدعو له وهو يحبها ويدعو لها .

                  وأما توليته لسعيد بن العاص فأهل الكوفة كانوا دائما يشكون [7] من ولاتهم . ولي عليهم سعد بن أبي وقاص ، وأبو موسى الأشعري ، وعمار بن ياسر والمغيرة بن شعبة وهم يشكون منهم ، وسيرهم في هذا مشهورة ، ولا شك أنهم كانوا يشكون في زمن عثمان أكثر وقد علم أن عثمان وعليا - رضي الله عنه - كل منهما ولى أقاربه وحصل له بسبب ذلك من كلام الناس وغير ذلك ما حصل .

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية