فصل
قال الرافضي [1] : " ياأيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته ) [ سورة المائدة : 67 ] البرهان الثاني : قوله تعالى : ( [2] ، اتفقوا في نزولها في . وروى علي [3] أبو نعيم الحافظ - من الجمهور - بإسناده عن عطية قال : نزلت هذه الآية على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في علي بن أبي طالب [4] . ومن تفسير [ ص: 32 ] قال : معناه : بلغ ما أنزل إليك من ربك في فضل الثعلبي ، فلما نزلت هذه الآيه علي ، فقال : من كنت مولاه فعلي مولاه علي . والنبي - صلى الله عليه وسلم - مولى أخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيد أبي بكر وباقي الصحابة بالإجماع ، فيكون وعمر مولاهم ، فيكون هو الإمام . علي
ومن تفسير الثعلبي [5] : وقال : " من كنت مولاه علي مولاه " فشاع ذلك وطار في البلاد فعلي [6] ، فبلغ ذلك الحارث بن النعمان الفهري ، فأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على ناقته ، حتى أتى الأبطح ، فنزل عن ناقته وأناخها فعقلها ، فأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم [7] - وهو في ملأ من الصحابة ، فقال : يا محمد ، أمرتنا عن الله أن نشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله ; فقبلنا [8] منك . وأمرتنا أن نصلي خمسا فقبلناه منك . وأمرتنا أن نزكي أموالنا [9] فقبلناه منك . وأمرتنا أن نصوم شهرا [10] فقبلناه منك . وأمرتنا أن نحج البيت فقبلناه منك . ثم لم ترض [ ص: 33 ] بهذا حتى رفعت بضبعي [11] ابن عمك وفضلته علينا ، وقلت : من كنت مولاه مولاه فعلي [12] . وهذا منك [13] أم من الله ؟ قال النبي - صلى الله عليه وسلم - والله [14] الذي لا إله إلا هو هو من أمر الله [15] ، فولى الحارث [16] يريد راحلته ، وهو يقول : اللهم إن كان هذا هو الحق [17] من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم ، فما وصل إليها حتى رماه الله بحجر فسقط على هامته وخرج [18] من دبره فقتله ، وأنزل [19] الله تعالى : ( سأل سائل بعذاب واقع . للكافرين ليس له دافع من الله ) [ سورة المعارج : 1 - 3 ] . وقد روى هذه الرواية لما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بغدير خم نادى الناس فاجتمعوا ، فأخذ بيد النقاش من علماء الجمهور في تفسيره " .
والجواب من وجوه : أحدها : أن هذا أعظم كذبا وفرية من الأول ، كما سنبينه - إن شاء الله تعالى - . وقوله : " اتفقوا على نزولها في " أعظم كذبا مما قاله في تلك الآيه . فلم يقل لا هذا ولا ذاك أحد من العلماء ، الذين يدرون ما يقولون . علي
[ ص: 34 ] وأما ما [20] يرويه أبو نعيم في " الحلية " أو في " فضائل الخلفاء " والنقاش والثعلبي ونحوهم في التفسير ، فقد والواحدي [21] اتفق أهل المعرفة بالحديث على أن فيما [22] يروونه كثيرا من الكذب الموضوع ، واتفقوا على أن هذا الحديث المذكور الذي رواه في تفسيره الثعلبي [23] هو من الموضوع ، وسنبين أدلة يعرف بها أنه [24] موضوع ، وليس [ ] الثعلبي [25] من أهل العلم * بالحديث .
ولكن المقصود هنا أنا نذكر قاعدة فنقول : المنقولات فيها كثير من الصدق وكثير من الكذب * [26] ، والمرجع في التمييز بين هذا وهذا إلى أهل علم الحديث [27] ، كما نرجع إلى النحاة في الفرق بين نحو العرب ونحو غير العرب [28] ، ونرجع إلى علماء اللغة فيما هو من اللغة وما ليس من اللغة ، وكذلك علماء الشعر والطب وغير ذلك ، فلكل علم رجال يعرفون به ، [ ص: 35 ] [29] ، وأعظمهم صدقا ، وأعلاهم منزلة ، وأكثر دينا .
وهم من أعظم الناس صدقا وأمانة ، وعلما وخبرة ، فيما يذكرونه عن الجرح والتعديل ، مثل والعلماء بالحديث أجل هؤلاء قدرا ، مالك ، وشعبة وسفيان ، ويحيى بن سعيد ، ، وعبد الرحمن بن مهدي ، وابن المبارك ، ووكيع ، والشافعي ، وأحمد ، وإسحاق بن راهويه ، وأبي عبيد ، وابن معين ، وابن المديني ، والبخاري ، ومسلم ، وأبي داود وأبي زرعة ، وأبي حاتم ، ، والنسائي والعجلي ، وأبي أحمد بن عدي ، [30] البستي ، وأبي حاتم ، وأمثال هؤلاء : خلق كثير لا يحصى عددهم ، من أهل العلم بالرجال والجرح والتعديل ، وإن كان بعضهم أعلم بذلك من بعض ، وبعضهم أعدل من بعض في وزن كلامه ، كما أن الناس في سائر العلوم كذلك . والدارقطني
وقد صنف للناس كتبا في نقلة الأخبار : كبارا وصغارا ، مثل الطبقات لابن سعد ، وتاريخي ، والكتب المنقولة عن البخاري ، أحمد بن حنبل ، وغيرهما . وقبلها عن ويحيى بن معين وغيره ، وكتاب يحيى بن سعيد القطان يعقوب بن سفيان ، وابن أبي خيثمة ، ، وكتاب وابن أبي حاتم ، وكتب ابن عدي [31] أبي حازم وأمثال ذلك .
وصنفت كتب الحديث تارة على المساند ، فتذكر ما أسنده الصاحب [32] عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، كمسند ، أحمد وإسحاق ، ، وأبي داود [ ص: 36 ] الطيالسي ، وأبي بكر بن أبي شيبة ومحمد بن أبي عمر ، والعدني ، ، وأحمد بن منيع ، وأبي يعلى الموصلي وأبي بكر البزار البصري ، وغيرهم .
وتارة على الأبواب ، فمنهم من قصد مقصده الصحيح [33] كالبخاري ومسلم وابن خزيمة وأبي حاتم وغيرهم . وكذلك من خرج على الصحيحين ، كالإسماعيلي والبرقاني وأبي نعيم وغيرهم . ومنهم من خرج أحاديث السنن ، كأبي داود والنسائي وغيرهم . ومنهم من خرج الجامع الذي يذكر فيه الفضائل وغيرها ، وابن ماجه كالترمذي وغيره .
وهذا علم عظيم من أعظم علوم الإسلام . ولا ريب أن الرافضة أقل معرفة بهذا الباب ، وليس في أهل الأهواء والبدع أجهل منهم به ، فإن سائر أهل الأهواء - كالمعتزلة والخوارج - * مقصرون [34] في معرفة هذا ، ولكن المعتزلة ، أعلم بكثير من الخوارج ، والخوارج أعلم بكثير من الرافضة ، والخوارج * [35] أصدق من الرافضة وأدين وأورع ، بل الخوارج لا نعرف عنهم أنهم يتعمدون الكذب ، بل هم [ من ] [36] أصدق الناس .
والمعتزلة - مثل سائر الطوائف - فيهم من يكذب وفيهم من يصدق ، لكن ليس لهم من العناية بالحديث ومعرفته [37] ما لأهل الحديث والسنة ، فإن هؤلاء يتدينون [38] به [39] فيحتاجون إلى أن يعرفوا ما هو الصدق .
[ ص: 37 ] [40] ، ولا يذكرون الحديث ، بل ولا القرآن ، في أصولهم [ إلا ] [41] للاعتضاد لا للاعتماد . وأهل البدع سلكوا طريقا آخر ابتدعوها اعتمدوا عليها
والرافضة أقل معرفة وعناية بهذا ، إذ [42] كانوا لا ينظرون في الإسناد ولا في سائر الأدلة الشرعية والعقلية : هل [43] توافق ذلك أو تخالفه ؟ ولهذا لا يوجد لهم أسانيد متصلة صحيحة قط ، بل كل إسناد متصل لهم ، فلا بد من أن يكون فيه من [44] هو معروف بالكذب أو كثرة الغلط .
وهم في ذلك شبيه باليهود والنصارى ، فإنه ليس لهم إسناد . ، وهو من خصائص الإسلام ، ثم هو في الإسلام من خصائص أهل السنة . والإسناد من خصائص هذه الأمة والرافضة من أقل الناس عناية ; إذ [45] كانوا لا يصدقون إلا بما يوافق أهواءهم ، وعلامة كذبه أنه [46] يخالف هواهم ; ولهذا قال عبد الرحمن بن مهدي : أهل العلم يكتبون ما لهم وما عليهم ، وأهل الأهواء لا يكتبون إلا ما لهم .
ثم إن أولهم كانوا كثيري [47] الكذب ، فانتقلت أحاديثهم إلى قوم لا يعرفون الصحيح من السقيم ، فلم يمكنهم التمييز إلا بتصديق الجميع أو تكذيب الجميع ، والاستدلال على ذلك بدليل منفصل غير الإسناد .
[ ص: 38 ] فيقال : ما يرويه مثل أبي نعيم والثعلبي والنقاش وغيرهم [48] : أتقبلونه مطلقا ؟ أم تردونه مطلقا ؟ أم تقبلونه إذا كان لكم [ لا عليكم ] [49] ، وتردونه إذا كان عليكم ؟ فإن تقبلوه [50] مطلقا ، ففي ذلك أحاديث كثيره في فضائل [51] أبي بكر وعمر تناقض قولكم . وقد روى وعثمان أبو نعيم في أول " الحلية " في فضائل الصحابة ، وفي كتاب مناقب أبي بكر وعمر وعثمان أحاديث بعضها صحيحة وبعضها ضعيفة ، بل منكرة وعلي [52] . وكان رجلا عالما بالحديث فيما ينقله ، لكن هو وأمثاله يروون ما في الباب ، لا يعرف أنه روى كالمفسر الذي ينقل أقوال الناس في التفسير ، والفقيه الذي يذكر الأقوال في الفقه ، والمصنف الذي يذكر حجج الناس ، ليذكر ما ذكروه [53] ، وإن كان كثير من ذلك لا يعتقد صحته ، بل يعتقد ضعفه ; لأنه يقول : أنا نقلت ما ذكر غيري ، فالعهدة [54] على القائل لا على الناقل .
وهكذا كثير ممن صنف في فضائل العبادات ، وفضائل الأوقات ، وغير [ ص: 39 ] ذلك : يذكرون أحاديث كثيرة وهي ضعيفة ، بل موضوعة ، باتفاق أهل العلم ، كما يذكرون [ أحاديث ] [55] في فضل صوم رجب كلها ضعيفة ، بل موضوعة ، عند أهل العلم . ويذكرون صلاة الرغائب في أول ليلة [56] جمعة منه ، وألفية نصف شعبان ، وكما يذكرون في فضائل عاشوراء ما ورد من التوسعة على العيال ، وفضائل المصافحة والحناء والخضاب والاغتسال ونحو ذلك ، ويذكرون فيها صلاة .
وكل هذا كذب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : لم يصح في عاشوراء إلا فضل صيامه . قال : قلت حرب الكرماني : الحديث الذي يروى : لأحمد بن حنبل [57] يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته ؟ فقال : لا أصل له من وسع على عياله [58] .
وقد صنف في فضائل الصحابة - وغيره - غير واحد ، مثل علي خيثمة بن سليمان الأطرابلسي وغيره . وهذا قبل أبي نعيم . يروي عنه إجازة . وهذا وأمثاله جروا على العادة المعروفة لأمثالهم ممن يصنف في الأبواب : أنه يروي ما سمعه في هذا [59] الباب .
[ ص: 40 ] وهكذا المصنفون في التواريخ ، مثل " تاريخ دمشق " لابن عساكر وغيره ، إذا ذكر ترجمة واحد من الخلفاء الأربعة ، أو غيره [60] يذكر كل ما رواه في ذلك الباب ، فيذكر لعلي من الأحاديث المروية في فضلهما ما يعرف أهل العلم بالحديث أنه كذب ، ولكن ومعاوية من الفضائل الثابتة في الصحيحين وغيرهما ، لعلي ليس له بخصوصه فضيلة في الصحيح ، لكن قد شهد مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومعاوية حنينا والطائف وتبوك ، وحج معه حجة الوداع ، وكان يكتب الوحي ، فهو ممن ائتمنه النبي - صلى الله عليه وسلم - على كتابة الوحي ، كما ائتمن غيره من الصحابة .
فإذا كان المخالف يقبل كل ما رواه هؤلاء وأمثالهم في كتبهم ، فقد رووا أشياء كثيرة تناقض مذهبهم . وإن كان يرد الجميع ، بطل احتجاجه بمجرد عزوه الحديث [ بدون المذهب ] إليهم [61] . وإن قال : أقبل ما يوافق مذهبي وأرد ما يخالفه ، أمكن منازعه أن يقول له مثل هذا ، [ وكلاهما ] [62] باطل ، لا يجوز أن يحتج على * صحة مذهب بمثل هذا ، فإنه يقال : إن كنت إنما عرفت صحة هذا الحديث بدون المذهب ، فاذكر ما يدل على * [63] صحته ، وإن كنت إنما عرفت صحته لأنه يوافق المذهب ، امتنع تصحيح الحديث بالمذهب ; لأنه يكون حينئذ صحة المذهب موقوفة على صحة الحديث ، وصحة الحديث موقوفة على صحة المذهب ، فيلزم الدور الممتنع .
[ ص: 41 ] وأيضا فالمذهب : إن كنت عرفت صحته بدون هذا الطريق ، لم يلزم صحة هذا الطريق . فإن الإنسان قد يكذب على غيره قولا ، وإن كان ذلك القول حقا ، فكثير من الناس يروي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - [64] قولا هو حق في نفسه ، لكن لم يقله رسول الله - صلى الله عليه وسلم [65] - فلا يلزم من كون الشيء صدقا في نفسه [66] أن يكون النبي - صلى الله عليه وسلم - قاله ، وإن كنت إنما عرفت صحته بهذا الطريق ، امتنع أن تعرف صحة الطريق بصحته ; لإفضائه إلى الدور .
فثبت أنه على التقديرين لا يعلم صحة هذا الحديث لموافقته للمذهب ، سواء كان المذهب معلوم الصحة ، أو غير معلوم الصحة .
وأيضا [67] فكل من له أدنى علم وإنصاف يعلم أن المنقولات فيها صدق وكذب [68] ، وأن الناس كذبوا في المثالب والمناقب ، كما كذبوا في غير ذلك ، وكذبوا فيما يوافقه ويخالفه .
ونحن نعلم أنهم كذبوا في كثير مما رووه [69] في فضائل أبى بكر وعمر ، كما كذبوا في كثير مما رووه وعثمان [70] في فضائل ، وليس في أهل الأهواء أكثر كذبا من علي الرافضة ، بخلاف غيرهم ، فإن الخوارج [71] لا يكادون يكذبون ، بل هم من أصدق الناس مع بدعتهم وضلالهم .
[ ص: 42 ] وأما [72] بمجرد موافقة ما يعتقدون ، بل قد ينقل الرجل أحاديث كثيرة فيها فضائل النبي - صلى الله عليه وسلم - وأمته وأصحابه ، فيردونها لعلمهم بأنها كذب ، ويقبلون أحاديث كثيرة لصحتها ، وإن كان ظاهرها بخلاف ما يعتقدونه : إما لاعتقادهم أنها منسوخة ، أو لها تفسير لا يخالفونه ، ونحو ذلك . أهل العلم والدين فلا يصدقون بالنقل ويكذبون [ به ]
فالأصل في النقل أن يرجع فيه إلى أئمة النقل وعلمائه ، ومن يشركهم في علمهم علم ما يعلمون ، وأن يستدل على الصحة والضعف بدليل منفصل عن الرواية ، فلا بد من هذا وهذا . وإلا فمجرد قول القائل : " رواه فلان " لا يحتج به : لا أهل السنة ولا الشيعة ، وليس في المسلمين من يحتج بكل حديث رواه كل مصنف ، فكل حديث يحتج به نطالبه من أول مقام بصحته .
ومجرد عزوه إلى رواية ونحوه ليس دليلا على صحته باتفاق أهل العلم بالنقل . ولهذا لم يروه أحد من علماء الحديث في شيء من كتبهم التي ترجع الناس إليها في الحديث ، لا [ في ] الثعلبي [73] الصحاح ولا في السنن ولا المسانيد [74] وغير ذلك ; لأن كذب مثل هذا لا يخفى على من له أدنى معرفة بالحديث .
وإنما هذا عند أهل العلم بمنزلة ظن من يظن من العامة - وبعض من يدخل في غمار الفقهاء - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان على أحد المذاهب الأربعة ، وأن ونحوه كانوا من قبل النبي - صلى الله عليه [ ص: 43 ] وسلم - ، أو كما يظن طائفة من أبا حنيفة التركمان أن له مغاز عظيمة وينقلونها بينهم ، والعلماء متفقون على أنه لم يشهد إلا حمزة بدرا وأحدا وقتل يوم أحد ، ومثل ما يظن كثير من الناس أن في مقابر دمشق من أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - وغيرها ، ومن أصحابه أم سلمة ، أبي بن كعب وغيرهما . وأويس القرني
وأهل العلم يعلمون أن أحدا من أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يقدم دمشق ، ولكن كان في الشام ، وكان أسماء بنت يزيد بن السكن الأنصاري أهل الشام يسمونها ، فظن الجهال أنها أم سلمة - صلى الله عليه وسلم - . أم سلمة زوج النبي مات وأبي بن كعب بالمدينة . تابعي لم يقدم وأويس الشام . \ 507 ومثل من يظن من الجهال أن قبر بباطن علي النجف . وأهل العلم - بالكوفة وغيرها - يعلمون بطلان هذا ، ويعلمون أن عليا ومعاوية كل منهم دفن في قصر الإمارة ببلده ، خوفا عليه وعمرو بن العاص [75] من الخوارج أن ينبشوه ، فإنهم كانوا تحالفوا على قتل الثلاثة ، فقتلوا وجرحوا عليا . معاوية
وكان قد استخلف رجلا يقال له عمرو بن العاص [76] خارجة ، فضربه القاتل يظنه فقتله ، فتبين أنه عمرا خارجة ، فقال : أردت عمرا وأراد الله خارجة ، فصار مثلا .
ومثل هذا كثير مما يظنه كثير من الجهال . وأهل العلم بالمنقولات يعلمون خلاف ذلك .