وقوله: ولو شاء الله لذهب بسمعهم
المعنى - والله أعلم-: ولو شاء الله لأذهب سمعهم. ومن شأن العرب أن تقول : أذهبت بصره بالألف إذا أسقطوا الباء. فإذا أظهروا الباء أسقطوا الألف من "أذهبت". وقد قرأ بعض القراء: "يكاد سنا برقه يذهب بالأبصار" بضم الياء والباء في الكلام. وقرأ بعضهم: "وشجرة تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن" . فترى- والله أعلم- أن الذين ضموا على معنى الألف شبهوا دخول الباء وخروجها من هذين الحرفين بقولهم: خذ بالخطام، وخذ الخطام، وتعلقت بزيد، وتعلقت زيدا. فهو كثير في الكلام والشعر، ولست أستحب ذلك لقلته، ومنه قوله: آتنا غداءنا المعنى -والله أعلم- ايتنا بغدائنا فلما أسقطت الباء زادوا ألفا في فعلت، ومنه قوله عز وجل:
قال آتوني أفرغ عليه قطرا المعنى - فيما جاء - ايتوني بقطر أفرغ عليه، ومنه قوله: فأجاءها المخاض إلى جذع النخلة المعنى - والله أعلم- فجاء بها المخاض إلى جذع النخلة.