الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: ولو شاء الله لذهب بسمعهم  

                                                                                                                                                                                                                                      المعنى - والله أعلم-: ولو شاء الله لأذهب سمعهم. ومن شأن العرب أن تقول : أذهبت بصره بالألف إذا أسقطوا الباء. فإذا أظهروا الباء أسقطوا الألف من "أذهبت". وقد قرأ بعض القراء: "يكاد سنا برقه يذهب بالأبصار" بضم الياء والباء في الكلام. وقرأ بعضهم: "وشجرة تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن" . فترى- والله أعلم- أن الذين ضموا على معنى الألف شبهوا دخول الباء وخروجها من هذين الحرفين بقولهم: خذ بالخطام، وخذ الخطام، وتعلقت بزيد، وتعلقت زيدا. فهو كثير في الكلام والشعر، ولست أستحب ذلك لقلته، ومنه قوله: آتنا غداءنا المعنى -والله أعلم- ايتنا بغدائنا فلما أسقطت الباء زادوا ألفا في فعلت، ومنه قوله عز وجل:

                                                                                                                                                                                                                                      قال آتوني أفرغ عليه قطرا المعنى - فيما جاء - ايتوني بقطر أفرغ عليه، ومنه قوله: فأجاءها المخاض إلى جذع النخلة المعنى - والله أعلم- فجاء بها المخاض إلى جذع النخلة.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية