وقوله: قل للذين كفروا ستغلبون
تقرأ بالتاء والياء فمن جعلها بالياء فإنه ذهب إلى مخاطبة اليهود، وإلى أن الغلبة على المشركين [بعد] يوم أحد. وذلك بدر وهم ثلاثمائة ونيف والمشركون ألف إلا شيئا قالت اليهود: هذا الذي لا ترد له راية، فصدقوا. فقال بعضهم: لا تعجلوا بتصديقه حتى تكون وقعة أخرى.
فلما نكب المسلمون يوم أحد كذبوا ورجعوا. فأنزل الله: قل لليهود سيغلب المشركون ويحشرون إلى جهنم. فليس يجوز في هذا المعنى إلا الياء. أن النبي صلى الله عليه وسلم لما هزم المشركين يوم
ومن قرأ بالتاء جعل اليهود والمشركين داخلين في الخطاب. فيجوز في هذا المعنى سيغلبون وستغلبون كما تقول في الكلام: قل لعبد الله إنه قائم، وإنك قائم.
[ ص: 192 ]
وفي حرف "قل للذين كفروا إن تنتهوا يغفر لكم ما قد سلف" وفي قراءتنا عبد الله إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف وفي الأنعام "هذا لله بزعمهم وهذا لشركائهم"، وفي قراءتنا لشركائنا .