الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: ثم استوى إلى السماء فسواهن  

                                                                                                                                                                                                                                      الاستواء في كلام العرب على جهتين: إحداهما أن يستوي الرجل [و] ينتهي شبابه، أو يستوي عن اعوجاج، فهذان وجهان. ووجه ثالث أن تقول: كان مقبلا على فلان ثم استوى علي يشاتمني وإلي سواء، على معنى أقبل إلي وعلي فهذا معنى قوله: ثم استوى إلى السماء والله أعلم. وقال ابن عباس : ثم استوى إلى السماء: صعد، وهذا كقولك للرجل: كان قائما فاستوى قاعدا، وكان قاعدا فاستوى قائما. وكل في كلام العرب جائز.

                                                                                                                                                                                                                                      فأما قوله: ثم استوى إلى السماء فسواهن فإن السماء في معنى جمع، فقال فسواهن للمعنى المعروف أنهن سبع سموات، وكذلك الأرض يقع عليها -وهي واحدة- الجمع. ويقع عليهما التوحيد وهما مجموعتان، قال الله عز وجل: رب السماوات والأرض ، ثم قال: وما بينهما ولم يقل بينهن، فهذا دليل على ما (قلت لك) . [ ص: 26 ] .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية