الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: فسوف نصليه نارا  

                                                                                                                                                                                                                                      وتقرأ: نصليه ، وهما لغتان، وقد قرئتا، من صليت وأصليت. وكأن صليت: تصليه على النار، وكأن أصليت: جعلته يصلاها.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: وندخلكم مدخلا كريما ومدخلا ، وكذلك: أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق وإدخال صدق. ومن قال: مدخلا ومخرجا ومنزلا فكأنه بناه على: أدخلني دخول صدق [ ص: 264 ] وأخرجني خروج صدق. وقد يكون إذا كان مفتوحا أن يراد به المنزل بعينه كما قال: رب أنزلني منزلا مباركا ولو فتحت الميم كانت كالدار والبيت. وربما فتحت العرب الميم منه، ولا يقال في الفعل منه إلا أفعلت. من ذلك قوله:


                                                                                                                                                                                                                                      بمصبح الحمد وحيث يمسي

                                                                                                                                                                                                                                      وقال الآخر :


                                                                                                                                                                                                                                      الحمد لله ممسانا ومصبحنا     بالخير صبحنا ربي ومسانا



                                                                                                                                                                                                                                      وأنشدني المفضل.


                                                                                                                                                                                                                                      وأعددت للحرب وثابة     جواد المحثة والمرود



                                                                                                                                                                                                                                      فهذا مما لا يبنى على فعلت، وإنما يبنى على أرودت. فلما ظهرت الواو في المرود ظهرت في المرود كما قالوا: مصبح وبناؤه أصبحت لا غير.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية