وقوله: بما حفظ الله القراءة بالرفع. ومعناه: حافظات لغيب أزواجهن بما حفظهن الله حين أوصى بهن الأزواج. وبعضهم يقرأ بما حفظ الله فنصبه على أن يجعل الفعل واقعا كأنك قلت: حافظات للغيب بالذي يحفظ الله كما تقول: بما أرضى الله، فتجعل الفعل لما، فيكون في مذهب مصدر. ولست أشتهيه لأنه ليس بفعل لفاعل معروف، وإنما هو كالمصدر.
وقوله: فلا تبغوا عليهن سبيلا يقول: لا تبغوا عليهن عللا.
وقوله: واللاتي تخافون نشوزهن جاء التفسير أن معنى تخافون: تعلمون.
وهي كالظن لأن الظان كالشاك والخائف قد يرجو. فلذلك ضارع الخوف الظن والعلم ألا ترى أنك تقول للخبر يبلغك: أما والله لقد خفت ذاك، وتقول: ظننت ذلك، فيكون معناهما واحدا. ولذلك قال الشاعر:
ولا تدفنني بالفلاة فإنني أخاف إذا ما مت أن لا أذوقها
وقال الآخر:
أتاني كلام عن نصيب يقوله وما خفت يا سلام أنك عائبي
وقوله: فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها يقول: حكما من أهل الرجل وحكما من أهل المرأة ليعلما من أيهما جاء النشوز.
فينبغي للحكم أن يأتي الرجل فينتظر ما عنده هل يهوى المرأة، فإن قال: لا والله مالي فيها حاجة، علم أن النشوز جاء من قبله. ويقول حكم المرأة لها مثل ذلك، ثم يعلماهما جميعا على قدر ذلك، فيأتيا الزوج فيقولا: أنت ظالم أنت ظالم اتق الله، إن كان ظالما. فذلك قوله إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما إذا فعلا هذا الفعل.
وقوله: واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا أمرهم ومثله بالإحسان إلى الوالدين. وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا ولو رفع الإحسان بالباء إذ لم يظهر الفعل كان صوابا كما- تقول في الكلام: أحسن إلى أخيك، وإلى المسيء الإساءة [ ص: 267 ] .
والجار ذي القربى بالخفض. وفي بعض (مصاحف أهل الكوفة وعتق المصاحف) ذا القربى مكتوبة بالألف. فينبغي لمن قرأها على الألف أن ينصب والجار ذا القربى فيكون مثل قوله حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى يضمر فعلا يكون النصب به.
الجار الذي ليس بينك وبينه قرابة، والصاحب بالجنب: والجار الجنب:
الرفيق، وابن السبيل: الضيف.