وقوله: إلا الذين يصلون إلى قوم بينكم وبينهم ميثاق
يقول: إذا واثق القوم النبي صلى الله عليه وسلم ألا يقاتلوه ولا يعينوا عليه، فكتبوا صلحا لم يحل قتالهم ولا من اتصل بهم، فكان رأيه في قتال رسول الله صلى الله عليه وسلم كرأيهم فلا يحل قتاله. فذلك قوله يصلون معناه: يتصلون بهم [ ص: 282 ] .
وقوله أو جاءوكم حصرت صدورهم يقول: ضاقت صدورهم عن قتالكم أو قتال قومهم. فذلك معنى قوله حصرت صدورهم أي ضاقت صدورهم.
وقد قرأ الحسن " حصرة صدورهم" ، والعرب تقول: أتاني ذهب عقله، يريدون قد ذهب عقله. وسمع بعضهم يقول: فأصبحت نظرت إلى ذات التنانير . فإذا رأيت فعل بعد كان ففيها قد مضمرة ، ألا أن يكون مع كان جحد فلا تضمر فيها (قد مع جحد) لأنها توكيد والجحد لا يؤكد ألا ترى أنك تقول: الكسائي
ما ذهبت، ولا يجوز ما قد ذهبت.