الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: وإذ آتينا موسى الكتاب والفرقان لعلكم تهتدون   [ ص: 37 ] ففيه وجهان:

                                                                                                                                                                                                                                      أحدهما- أن يكون أراد وإذ آتينا موسى الكتاب يعني التوراة، ومحمدا صلى الله عليه وسلم الفرقان، لعلكم تهتدون. وقوله: وإذ آتينا موسى الكتاب كأنه خاطبهم فقال: قد آتيناكم علم موسى ومحمد عليهما السلام لعلكم تهتدون ؛ لأن التوراة أنزلت جملة ولم تنزل مفرقة، كما فرق القرآن فهذا وجه.

                                                                                                                                                                                                                                      والوجه الآخر- أن تجعل التوراة هدى والفرقان كمثله، فيكون: ولقد آتينا موسى الهدى كما آتينا محمدا صلى الله عليه وسلم الهدى. وكل ما جاءت به الأنبياء فهو هدى ونور. وإن العرب لتجمع بين الحرفين وإنهما لواحد إذا اختلف لفظاهما، كما قال عدي بن زيد:


                                                                                                                                                                                                                                      وقدمت الأديم لراهشيه وألفى قولها كذبا ومينا



                                                                                                                                                                                                                                      وقولهم : بعدا وسحقا، والبعد والسحق واحد، فهذا وجه آخر. وقال بعض المفسرين: الكتاب التوراة، والفرقان انفراق البحر لبني إسرائيل. وقال بعضهم:

                                                                                                                                                                                                                                      الفرقان الحلال والحرام الذي في التوراة.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية