وأما قوله: قد علم كل أناس مشربهم
فإن القائل يقول: وما حاجة القوم إلى أن يعلموا مشاربهم ونحن نرى الأنهار قد أجريت لقوم بالمن من الله والتفضل على عباده، ولم يقل: قد علم كل أناس مشربهم، لغيرهم؟ وإنما كان ذلك -والله أعلم- لأنه حجر انفجرت منه اثنتا عشرة عينا على عدد الأسباط لكل سبط عين، فإذا ارتحل القوم أو شربوا ما يكفيهم عاد الحجر كما كان وذهبت العيون، فإذا احتاجوا انفجرت العيون من تلك المواضع، فأتى كل سبط عينهم التي كانوا يشربون منها.