وقوله: وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس
تنصب (النفس) بوقوع (أن) عليها. وأنت في قوله والعين بالعين والأنف بالأنف إلى قوله والجروح قصاص بالخيار. إن شئت رفعت، وإن شئت [ ص: 310 ] نصبت. وقد نصب ورفع حمزة قال الكسائي. وحدثني الفراء: إبراهيم بن محمد ابن أبي يحيى عن أبان بن أبي عياش أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ: (والعين بالعين) رفعا. أنس قال عن فإذا رفعت العين أتبع الكلام العين، وإن نصبته فجائز. وقد كان بعضهم ينصب كله، فإذا انتهى إلى الفراء: والجروح قصاص رفع. وكل صواب، إلا أن الرفع والنصب في عطوف إن وأن إنما يسهلان إذا كان مع الأسماء أفاعيل مثل قوله وإذا قيل إن وعد الله حق والساعة لا ريب فيها كان النصب سهلا لأن بعد الساعة خبرها. ومثله إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين ومثله وإن الظالمين بعضهم أولياء بعض والله ولي المتقين فإذا لم يكن بعد الاسم الثاني خبر رفعته، كقوله عز وجل أن الله بريء من المشركين ورسوله وكقوله فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين وكذلك تقول: إن أخاك قائم وزيد، رفعت (زيد) بإتباعه الاسم المضمر في قائم. فابن على هذا.