الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة  

                                                                                                                                                                                                                                      يكون مضافا. ولا يجوز التنوين في (ثالث) فتنصب الثلاثة. وكذلك قلت: واحد من اثنين، وواحد من ثلاثة ألا ترى أنه لا يكون ثانيا لنفسه ولا ثالثا لنفسه. فلو قلت:

                                                                                                                                                                                                                                      أنت ثالث اثنين لجاز أن تقول: أنت ثالث اثنين، بالإضافة، وبالتنوين ونصب الاثنين وكذلك لو قلت: أنت رابع ثلاثة جاز ذلك لأنه فعل واقع.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: وما من إله إلا إله واحد لا يكون قوله (إله واحد) إلا رفعا لأن المعنى: ليس إله إلا إله واحد، فرددت ما بعد (إلا) إلى المعنى ألا ترى أن (من) إذا فقدت من أول الكلام رفعت. وقد قال بعض الشعراء:


                                                                                                                                                                                                                                      ما من حوي بين بدر وصاحة ولا شعبة إلا شباع نسورها



                                                                                                                                                                                                                                      فرأيت الكسائي قد أجاز خفضه وهو بعد إلا، وأنزل (إلا) مع الجحود بمنزلة غير، وليس ذلك بشيء لأنه أنزله بمنزلة قول الشاعر:


                                                                                                                                                                                                                                      أبني لبينى لستم بيد     إلا يد ليست لها عضد

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 318 ] وهذا جائز لأن الباء قد تكون واقعة في الجحد كالمعرفة والنكرة، فيقول: ما أنت بقائم، والقائم نكرة، وما أنت بأخينا، والأخ معرفة، ولا يجوز أن تقول: ما قام من أخيك، كما تقول ما قام من رجل.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية