وقوله: اهبطوا مصرا
كتبت بالألف، وأسماء البلدان لا تنصرف خفت أو ثقلت، وأسماء النساء إذا خف منها شيء جرى إذا كان على ثلاثة أحرف وأوسطها ساكن مثل دعد وهند [ ص: 43 ] وجمل. وإنما انصرفت إذا سمي بها النساء؛ لأنها تردد وتكثر بها التسمية فتخف لكثرتها، وأسماء البلدان لا تكاد تعود، فإن شئت جعلت الألف التي في مصرا ألفا يوقف عليها، فإذا وصلت لم تنون فيها، كما كتبوا "سلاسلا" و "قواريرا"
بالألف، وأكثر القراء على ترك الإجراء فيهما. وإن شئت جعلت "مصر" غير المصر التي تعرف، يريد اهبطوا مصرا من الأمصار، فإن الذي سألتم لا يكون إلا في القرى والأمصار. والوجه الأول أحب إلي؛ لأنها في قراءة "اهبطوا مصر" بغير ألف، وفي قراءة عبد الله : "اهبطوا فإن لكم ما سألتم واسكنوا مصر" وتصديق ذلك أنها في سورة أبي يوسف بغير ألف: ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين .
وقال وسئل عنها فقال: هي الأعمش مصر التي عليها صالح بن علي .