الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: اهبطوا مصرا  

                                                                                                                                                                                                                                      كتبت بالألف، وأسماء البلدان لا تنصرف خفت أو ثقلت، وأسماء النساء إذا خف منها شيء جرى إذا كان على ثلاثة أحرف وأوسطها ساكن مثل دعد وهند [ ص: 43 ] وجمل. وإنما انصرفت إذا سمي بها النساء؛ لأنها تردد وتكثر بها التسمية فتخف لكثرتها، وأسماء البلدان لا تكاد تعود، فإن شئت جعلت الألف التي في مصرا ألفا يوقف عليها، فإذا وصلت لم تنون فيها، كما كتبوا "سلاسلا" و "قواريرا"

                                                                                                                                                                                                                                      بالألف، وأكثر القراء على ترك الإجراء فيهما. وإن شئت جعلت "مصر" غير المصر التي تعرف، يريد اهبطوا مصرا من الأمصار، فإن الذي سألتم لا يكون إلا في القرى والأمصار. والوجه الأول أحب إلي؛ لأنها في قراءة عبد الله "اهبطوا مصر" بغير ألف، وفي قراءة أبي : "اهبطوا فإن لكم ما سألتم واسكنوا مصر" وتصديق ذلك أنها في سورة يوسف بغير ألف: ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين .

                                                                                                                                                                                                                                      وقال الأعمش وسئل عنها فقال: هي مصر التي عليها صالح بن علي .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية