الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: ومن البقر والغنم حرمنا عليهم شحومهما  حرم عليهم الثرب ، وشحوم الكلى.

                                                                                                                                                                                                                                      ثم قال: إلا ما حملت ظهورهما و (ما) في موضع نصب بالفعل بالاستثناء.

                                                                                                                                                                                                                                      و (الحوايا) في موضع رفع، تردها على الظهور: إلا ما حملت ظهورهما أو حملت الحوايا، وهي المباعر وبنات اللبن. والنصب على أن تريد (أو شحوم الحوايا) فتحذف الشحوم وتكتفي بالحوايا كما قال: واسأل القرية يريد: واسأل أهل القرية.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: أو ما اختلط بعظم وهى الألية. و (ما) في موضع نصب [ ص: 364 ] .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئا إن شئت جعلت (لا تشركوا) نهيا أدخلت عليه (أن) . وإن شئت جعلته خبرا و (تشركوا) في موضع نصب كقولك: أمرتك ألا تذهب (نصب) إلى زيد، وأن لا تذهب (جزم) وإن شئت جعلت ما نسقته على (ألا تشركوا به) بعضه جزما ونصبا بعضه كما قال: قل إني أمرت أن أكون أول من أسلم ولا تكونن، فنصب أوله ونهى عن آخره كما قال الشاعر:


                                                                                                                                                                                                                                      حج وأوصى بسليمى الأعبدا ألا ترى ولا تكلم أحدا     ولا تمش بفضاء بعدا

                                                                                                                                                                                                                                      فنوى الخبر في أوله ونهى في آخره. قال: والجزم في هذه الآية أحب إلي لقوله:

                                                                                                                                                                                                                                      وأوفوا الكيل

                                                                                                                                                                                                                                      . فجعلت أوله نهيا لقوله: وأوفوا الكيل

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية