الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها  فتنصب مشارق ومغارب تريد: في مشارق الأرض وفي مغاربها، وتوقع (وأورثنا) على قوله التي باركنا فيها ولو جعلت (وأورثنا) واقعة على المشارق والمغارب لأنهم قد أورثوها وتجعل (التي) من نعت المشارق والمغارب فيكون نصبا ، وإن شئت جعلت (التي) نعتا للأرض فيكون خفضا.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: وما ظلمونا يقول: وما نقصونا شيئا بما فعلوا، ولكن نقصوا أنفسهم.

                                                                                                                                                                                                                                      والعرب تقول: ظلمت سقاءك إذا سقيته قبل أن يمخض ويخرج زبده. ويقال ظلم الوادي إذا بلغ الماء منه موضعا لم يكن ناله فيما خلا أنشدني بعضهم:


                                                                                                                                                                                                                                      يكاد يطلع ظلما ثم يمنعه عن الشواهق فالوادي به شرق



                                                                                                                                                                                                                                      ويقال: إنه لأظلم من حية لأنها تأتي الجحر ولم تحفره فتسكنه. ويقولون:

                                                                                                                                                                                                                                      ما ظلمك أن تفعل، يريدون: ما منعك أن تفعل، والأرض المظلومة: التي لم ينلها [ ص: 398 ] المطر، وقال أبو الجراح: ما ظلمك أن تفيء، لرجل شكا كثرة الأكل. ويقال صعق الرجل وصعق إذا أخذته الصاعقة، وسعد وسعد ورهصت الدابة ورهصت .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية