الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: ولا يحزنك قولهم إن العزة لله  المعنى الاستئناف ولم يقولوا هم ذاك، فيكون حكاية. فأما قوله وقولهم إنا قتلنا المسيح فإنها كسرت لأنها جاءت بعد القول، وما كان بعد القول من (إن) [ ص: 472 ] فهو مكسور على الحكاية في قال ويقولون وما صرف من القول. وأما قوله ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي فإنك فتحت (أن) لأنها مفسرة ل (ما) ، (وما) قد وقع عليها القول فنصبها وموضعها نصب. ومثله في الكلام: قد قلت لك كلاما حسنا: أن أباك شريف وأنك عاقل، فتحت (أن) لأنها فسرت الكلام، والكلام منصوب. ولو أردت تكرير القول عليها كسرتها. وقد تكون (أن) مفتوحة بعد القول إذا كان القول رافعا لها أو رافعة له من ذلك أن تقول:

                                                                                                                                                                                                                                      قولك مذ اليوم أن الناس خارجون كما تقول: قولك مذ اليوم كلام لا يفهم.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله المعنى: لا تقولن لشيء: إني فاعل ذلك غدا إلا بالاستثناء: إلا أن تقول: إن شاء الله. ولو أردت: لا تقولن لشيء إني فاعل ذلك: لا تقل إلا أن يشاء الله. كان كأنه أمر أن يقول إن شاء الله وحدها، فلا بد من أن مفتوحة بالاستثناء خاصة ألا ترى أنك قد تأمره إذا حلف فتقول: قل إن شاء الله، فلما أريدت الكلمة وحدها لم تكن إلا مكسورة.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية