ورأيت زوجك في الوغى متقلدا سيفا ورمحا
فنصبت الرمح بضمير الحمل غير أن الضمير صلح حذفه لأنهما سلاح يعرف ذا بذا، وفعل هذا مع فعل هذا.
وقد قرأها الحسن (وشركاؤكم) بالرفع، وإنما الشركاء هاهنا آلهتهم كأنه أراد: أجمعوا أمركم أنتم وشركاؤكم. ولست أشتهيه لخلافه للكتاب، ولأن المعنى فيه ضعيف لأن الآلهة لا تعمل ولا تجمع. وقال الشاعر:
يا ليت شعري والمنى لا تنفع هل أغدون يوما وأمري مجمع
فإذا أردت جمع الشيء المتفرق قلت: جمعت القوم فهم مجموعون كما قال الله تبارك وتعالى ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود وإذا أردت كسب المال قلت: جمعت المال كقول الله تبارك وتعالى الذي جمع مالا وعدده وقد يجوز جمع مالا وعدده. وهذا من نحو قتلوا وقتلوا [ ص: 474 ] .
وقوله ثم اقضوا إلي وقد قرأها بعضهم : (ثم أفضوا إلي) بالفاء. فأما قوله اقضوا إلي فمعناه: امضوا إلي، كما يقال قد قضى فلان، يراد: قد مات ومضى.
وأما الإفضاء فكأنه قال: ثم توجهوا إلي حتى تصلوا ، كما تقول: قد أفضت إلي الخلافة والوجع، وما أشبهه.