الحمد لله سرارك وإهلالك ، وسمع منهم الحمد لله ما إهلالك إلى سرارك يريدون ما بين إهلالك إلى سرارك.
والمجرى والمرسى ترفع ميميهما قرأ بذلك إبراهيم النخعي والحسن وأهل المدينة. حدثنا محمد قال:
حدثنا الفراء قال: حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مسلم بن صبيح عن مسروق أنه قرأها (مجراها) بفتح الميم و (مراسها) بضم الميم. قال: وحدثنا الفراء قال حدثنا أبو معاوية وغيره عن الأعمش عن رجل قد سماه عن عرفجة أنه سمع عبد الله بن مسعود قرأها (مجراها) بفتح الميم ورفع الميم من مرسيها.
وقرأ مجاهد (مجريها ومرسيها) يجعله من صفات الله عز وجل، فيكون في موضع خفض في الإعراب لأنه معرفة. ويكون نصبا لأن مثله قد يكون نكرة لحسن الألف واللام فيهما ، ألا ترى [ ص: 15 ] أنك تقول في الكلام: بسم الله المجريها والمرسيها. فإذا نزعت منه الألف واللام نصبته . ويدلك على نكرته قوله: هذا عارض ممطرنا وقوله: فلما رأوه عارضا مستقبل أوديتهم فأضافوه إلى معرفة، وجعلوه نعتا لنكرة. وقال الشاعر:
يا رب عابطنا لو كان يأملكم لاقى مباعدة منكم وحرمانا
وقال الآخر:
ويا رب هاجي منقر يبتغي به ليكرم لما أعوزته المكارم
وسمع الكسائي أعرابيا يقول بعد الفطر: رب صائمه لن يصومه وقائمه لن يقومه.


