الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
وقال أبو سليمان في حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه كان يقول: في دعائه: "متعنا بأسماعنا وأبصارنا، واجعله الوارث منا"   .

فيه قولان: أحدهما: أن يكون معنى الوراثة فيهما أن تبقى صحتهما عند ضعف الكبر، فيكونا وارثي سائر الأعضاء والباقيين بعدها.

وقال نضر بن شميل: معناه أبقهما معي حتى أموت. وقال غيره: أراد بالسمع وعي ما يسمع والعمل به، وبالبصر الاعتبار بما يرى ويبصر . والآخر: أن يكون دعا بذلك للأعقاب والأولاد، والأول أصح.

وقوله: "واجعله الوارث"  بلفظ الواحد، وقد تقدم ذكر الأسماع والأبصار بلفظ الجماعة فيه وجهان: أحدهما: أن تكون الهاء راجعة إلى ضمير الفعل، وهو الاستمتاع بهما. والوجه الآخر: أن تكون الإشارة بها إلى واحد واحد من كل سمع ومن كل بصر. قال الشاعر:


إن شرخ الشباب والشعر الأس ود ما لم يعاص كان جنونا



ولم يقل: يعاصيا؛ لأنه أراد ما لم يعاص كل واحد منهما.

التالي السابق


الخدمات العلمية