الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
وقال أبو سليمان في حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أن حصين بن أوس النهشلي أتاه، فقال: يا رسول الله، قل لأهل الغائط يحسنوا مخالطتي، قال: فسمت عليه ودعا له".

يرويه محمد بن يحيى الذهلي، نا موسى بن إسماعيل، نا غسان بن الأغر، حدثني عمي زياد بن حصين، عن أبيه حصين بن أوس.

قوله: "أهل الغائط" يريد أهل الوادي الذي كان ينزله.  والغائط: الوادي الواسع. قال عمرو بن معدي كرب:


وكم من غائط من دون سلمى قليل الأنس ليس به كتيع



يقال: ما بالدار كتيع، وما بها صافر، وما بها وابر، وما بها عريب، وما بها شفر، وما بها آرم، وما بها ديار، وما بها نافخ ضرمة أي: ما بها أحد.

وأخبرنا ابن داسة، نا أبو داود، نا محمد بن يحيى بن فارس، نا عبد [ ص: 486 ] الصمد بن عبد الوارث، حدثني أبي، نا سعيد بن جمهان، نا مسلم بن أبي بكرة، سمعت أبي يقول، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ينزل أناس من أمتي بغائط يسمونه البصرة، يكثر أهلها، ويكون مصرا من أمصار المسلمين".

يريد بالغائط بطنا من الأرض. والبصرة: ضرب من الحجارة رخو إلى البياض. وفي قصة عتبة بن غزوان أنه لما نزل المربد وجدوا هذا الكذان، فقال: ما هذه البصرة؟.

وقوله: "سمت عليه" أي: دعا له بخير.  

التالي السابق


الخدمات العلمية