وقال في حديث أبو سليمان الذي يروى أنه قضى في الجد بمائة قضية يخالف بعضها بعضا . عمر
حدثناه الحسن بن يحيى أنبأنا ابن المنذر أخبرنا إبراهيم بن عبد الله أخبرنا عبد الله بن بكر حدثنا هشام عن قال : سألت محمد بن سيرين عبيدة عن الجد فقال : ما تصنع بالجد لقد حفظت عن مائة قضية يخالف بعضها بعضا . عمر
قال قد أنكر بعض العلماء هذه الرواية إنكارا شديدا وقال : أرى هذا من مطاعن من يتنقص السلف ويتتبع لهم المساوئ قال [ ص: 107 ] : أبو سليمان
وأين بيان ما يدعى من ذلك وفي أي رواية توجد هذه المائة قضية بل أين العشر منها فما دونها وإلى أي الوجوه ينشعب مائة حكم مختلف من مسائل توريث الجد . هذا لا وجه له ولا موضع لتوهمه .
قال كان أمر الجد مع الإخوة من الأمور التي ظهر فيها الاختلاف زمان أبو سليمان وكثر تتبعه لعلمه واشتد فحصه عنه فأما زمان عمر أبي بكر رحمه الله فقد مضى وتصرم على أن حكم الأب لم يظهر فيه من أحد من الصحابة ما يعد خلافا وإنما كان اختلاف القوم واجتهاد الرأي منهم فيه على عهد حكم الجد مع الإخوة وذلك أنهم لم يجدوا في كتاب الله للجد ذكرا ولا في سنة رسول الله من أمره بيانا شافيا إنما أكثر شيء بلغهم أنه ورث الجد السدس على الإبهام دون التمييز له والتفصيل لمواضعه . عمر
أخبرنا محمد بن بكر أخبرنا أخبرنا أبو داود عن وهب بن بقية خالد عن يونس عن الحسن قال : أيكم يعلم ما ورث رسول الله الجد فقال عمر أنا ورثه رسول الله السدس فقال : مع من قال : لا أدري قال : لا دريت فما يغني إذا معقل بن يسار ثم انتهى به الأمر إلى توريث الإخوة معه ووافقه على ذلك أربعة من الصحابة أن عثمان وعلي وابن مسعود على اختلاف بينهم في القسمة وارتفاع فيها وانحطاط فكان أولا يورثه السدس وهو قول وزيد بن ثابت ثم رفعه بعد إلى [ ص: 108 ] الثلث . ووافقه على ذلك علي ولم يثبت عنه انتقال عن هذه الجملة ولا خروج عنها آخر أيامه . ابن مسعود
ووجه ما رويناه عن عبيدة وتأويله أن رحمه الله وإن كان قد صار إلى المقاسمة بالإخوة الجد فإنما كأنه مصدره عن رأي ارتآه واجتهاد اجتهده فكان لا يزال يجد في نفسه منه شيئا يريبه وشبهة تعارضه إذ ليس للاجتهاد موقف النص في بيان الأحكام ولو وجد نصا أو توقيفا لانتهى إليه ولم يعرج على غيره فكان دأبه أن يستبرئ تلك الشبه أبدا ويناظر الصحابة عليها ويفتن به القول في الحجاج ويتشعب في وجوه تكثر وتختلف يحسبها من ليس بالكامل فقها وعلما إنها كلها على اختلافها وتباين جهاتها قضايا منه وأحكام فعلى هذا المعنى أضيفت إليه هذه الأقوال والله أعلم . عمر
وأخبرنا أخبرنا محمد بن هاشم عن الدبري عن عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال : كتب ابن المسيب في الجد والكلالة كتابا فمكث يستخير الله يقول اللهم إن علمت خيرا فامضه حتى إذا طعن دعا بالكتاب فمحي وقال : إني كنت كتبت في الجد والكلالة كتابا وكنت استخرت الله فيه فرأيت أن أترككم على ما كنتم عليه . عمر