الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
وقال أبو سليمان في حديث أبي ذر أن خفاف بن إيماء قال كان أبو ذر رجلا يصيب الطريق وكان شجاعا ينفرد وحده ويغير على الصرم في عماية الصبح  ثم إن الله تعالى قذف الإسلام في قلبه فسمع بالنبي فخرج إلى مكة فأسلم.

يرويه الواقدي نا ابن أبي سبرة عن يحيى بن شبل عن خفاف بن إيماء بن رحضة الغفاري.

قال: وحدثني أبو معشر أنه لما خرج إلى مكة أخذ شيئا من البهش [ ص: 282 ] فتزوده إلى مكة. الصرم النفر ينزلون بأهلهم على الماء يقال هم أهل صرم وتجمع على الأصرام وأما الصرمة بالهاء فالقطعة من الإبل يقال هي نحو الثلاثين من العدد يقال رجل مصرم إذا كان صاحب صرمة.

وعماية الصبح بقية ظلمة الليل قبل أن يسفر قال الراعي:


حتى إذا نطق العصفور وانكشفت عماية الليل عنه وهو معتمد

ويقال: فلان في عماية من أمره كما يقال في عمى من أمره ويقال لبقية ظلمة الليل بعد الفجر غبش فأما الغلس فبعيد ذلك.

.

وأخبرني عبد الله بن محمد بن رونك بستي نا ابن الجنيد ثنا محمد بن قوامة المروزي نا النضر بن شميل أنا محمد بن عمرو عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت: "كان النبي صلى الله عليه يصلي الصبح ونساء المؤمنين متلفعات بمروطهن لا يعرفن من الغبش". قال ذو الرمة:


كأن من الديباج جلدة وجهه     إذا أسفرت أغباش ليل يماطله



التالي السابق


الخدمات العلمية