الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
وقال أبو سليمان في حديث ابن عمر أنه قال : لو رأيت قاتل عمر في الحرم ما ندهته   .

أخبرناه محمد بن هاشم ، نا الدبري ، عن عبد الرزاق ، عن ابن جريج ، عن أبي الزبير ، عن ابن عمر .

النده : الزجر . قال الأصمعي : ومنه قول العرب : اذهب فلا أنده سربك أي : لا حاجة لي فيك ، قال : وأصل النده الزجر ؛ أي لا أرد إبلك ، قال : والسرب ساكنة الراء الإبل يقال : جاء سرب بني فلان إذا جاءت إبلهم .

قال : ويقال للمرأة عند الطلاق : اذهبي فلا أنده سربك فكانت تطلق بهذه الكلمة في الجاهلية ، وهو مثل قولهم : حبلك على غاربك ، وذلك أن الناقة إذا رعت وعليها خطامها ألقي على غاربها ، وتركت ليس عليها خطام ، وإذا رأت الخطام لم يهنئها شيء .

ويقال : إن حد النده في الزجر أن يقال : صه ومه ونحو ذلك ، يقول : لو رأيت قاتل عمر في الحرم لم أهجه ، ولم أعرض له ، ذهب إلى أن القاتل إذا [ ص: 406 ] اعتصم بالحرم لم يعرض له حتى يخرج منه ، على الظاهر من قوله عز وجل : ومن دخله كان آمنا .

وأكثر العلماء على أنه إذا قتل في الحرم أو خارجا منه ، ثم التجأ إليه  فإنه يقام عليه الحد ، وأن الحرم لا يبطل حقا ولا يؤخره عن وقته ، وقيل لرسول الله صلى الله عليه : إن ابن خطل متعلق بأستار الكعبة ، فقال : " اقتلوه " .

حدثناه ابن السماك ، نا إسماعيل بن إسحاق القاضي ، نا عبد الله بن عبد الوهاب الحجبي ، نا مالك بن أنس ، عن ابن شهاب ، عن أنس بن مالك : أن رسول الله صلى الله عليه دخل مكة عام الفتح ، فجاء رجل فقال : يا رسول الله إن ابن خطل متعلق بأستار الكعبة ، فقال رسول الله : " اقتلوه " . وكان ابن خطل قتل رجلا من الأنصار .

حدثنيه محمد بن نافع ، نا إسحاق بن أحمد الخزاعي ، نا الأزرقي ، نا جدي ، عن سعيد بن سالم ، عن ابن جريج ، عن عكرمة بن خالد ، قال : " بعث النبي صلى الله عليه ابن خطل في حاجة وبعث معه رجلا من مزينة ورجلا من الأنصار ، وأمر الأنصاري عليهما ، فأما المزني فأطاعه ، ووثب ابن خطل عليه فقتله " .

التالي السابق


الخدمات العلمية