حدثناه نا ابن داسة نا أبو داود نا إسحاق بن إسماعيل عن سفيان ابن أبي نجيح عن عن مجاهد سعد: الحارث بن كلدة أخا ثقيف فإنه يتطبب فليأخذ سبع تمرات من عجوة المدينة فليجأهن ثم ليلدك بهن" . أن رسول الله صلى الله عليه عاده فوضع يده بين ثدييه وقال: "إنك رجل مفئود فأت
قال رواه أبو عبد الله بن منده: عن إسماعيل بن محمد بن سعد أبيه أنه وصف له الفريقة.
قوله: فليجأهن. الوجيئة: التمر يبل بلبن أو سمن حتى يلزم بعضه بعضا ويؤكل واللدود كل ما يوجره الإنسان من أحد شقيه ومنه قيل لجانبي الوادي اللديدان يقال لده لدا ولدودا والاسم اللداد ويجمع ألدة قال ابن أحمر:
شربت الشكاعى والتددت ألدة وأقبلت أفواه العروق المكاويا
والفريقة نحو من الوجيئة قال [ ص: 196 ] : ذو الرمةولقد وردت الماء لون جمامه لون الفريقة صفيت للمدنف
إذا ضربت موقرا فابطن له بين قصيراه وبين الجله
فأما الحديث الآخر: أن فتى من الأنصار دخلته خشية من النار فحبسته في البيت حتى مات فقال النبي صلى الله عليه: "إن الفرق من النار فلذ كبده" .
فإنه يريد أن الخوف قد خلع كبده وقطعها والفلذة القطعة منها. ويقال فلذ له من العطاء أي قطع له قال الشاعر، وهو كثير:
إذا المال لم يوجب عليك عطاءه صنيعة تقوى أو صديق توامقه
[ ص: 197 ] بخلت وبعض البخل حزم وقوة ولم يفتلذك المال إلا حقائقه
يقال افتلت الشيء إذا أخذته فجاءة قال الشاعر:
فإن يفتلتها والخلافة تنفلت بأكرم علقي منبر وسرير
وأخبرني إبراهيم بن عبد الرحيم العنبري نا ابن أبي قماش نا قال كان رجل من قريش يقال له ابن عائشة صبيرة يقوم على المجالس فيقول هل ترون بي بأسا إعجابا بنفسه فبينا هو كذلك إذ فجئه الموت أصح ما كان فقيل فيه:
من يأمن الحدثان بعـ ـد صبيرة القرشي ماتا
سبقت منيته المشيـ ـب وكان ميتته افتلاتا