الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
216 - وقال "أبو عبيد" في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - في تلبية الحج: "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك، والملك لا شريك لك"   [ ص: 287 ] .

قال: حدثنيه "ابن علية" عن "أيوب" عن "نافع" عن "ابن عمر ".

قال: وحدثنيه "يحيى بن سعيد" عن "جعفر" عن "أبيه "، عن "جابر بن عبد الله ".

قال: وحدثنيه "عبد الله بن داود" عن "الأعمش" عن [ ص: 288 ] "عمارة" عن "أبي عطية" عن "عائشة" [ - رضي الله عنها - ] .

وبعضهم عن "عبد الرحمن بن يزيد" عن "عائشة" كلهم يحدث بذلك عن النبي - صلى الله عليه وسلم - :

قوله: "لبيك "، تفسير التلبية في الحديث أنها استجابة.

وكان "الخليل بن أحمد" [ - رحمه الله - ] يفسر: أن أصل التلبية الإقامة بالمكان.

قال: يقال: ألببت بالمكان: إذا أقمت به، ولببت لغتان.

قال: ثم قلبوا الباء الثانية إلى الياء استثقالا، كما قالوا: تظنيت، وإنما أصلها: تظننت [ ص: 289 ] وكما قال "العجاج ":


تقضى البازي إذا البازي كسر

وإنما أصلها: تقضضت.

قال: فقالوا على هذا: لبيت، وأصلها: ألببت أو لببت.

فكأن قولهم: لبيك، أي أنا عبدك، أنا مقيم معك، قد أجبتك على هذا، وما أشبهه من المعنى [ ص: 290 ] .

ثم ثنوه للتوكيد، فقالوا: لبيك اللهم لبيك، أي أقمت عندك إقامة بعد إقامة، وإجابة بعد إجابة.

هكذا يحكى هذا التفسير عن "الخليل ".

ولم يبلغنا عن أحد أنه فسره غيره، إلا من اتبعه، فحكى عنه.

التالي السابق


الخدمات العلمية