الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
514 - وقال أبو عبيد في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - : "في إشعار الهدي".  

قال الأصمعي: [الشعار] هو أن يطعن في أسنمتها في أحد الجانبين بمبضع أو نحوه بقدر ما يسيل الدم، وهو الذي كان "أبو حنيفة" زعم يكرهه [ ص: 439 ] .

وسنة النبي - صلى الله عليه وسلم - في ذلك أحق أن تتبع.

قال الأصمعي: أصل الإشعار العلامة يقول: فكأن ذلك إنما يفعل بالهدي; ليعلم أنه قد جعل هديا.

قال أبو عبيد و [قد] : حدثناه "أبو معاوية" بما يبين ذلك.

حدثنا أبو عبيد قال: حدثنا "أبو معاوية" عن "الأعمش"، عن "إبراهيم"، عن "الأسود"، عن "عائشة" [رضي الله عنها] قالت: إنما تشعر البدنة; ليعلم أنها بدنة.

قال الأصمعي: ولا أرى مشاعر الحج إلا من هذا; لأنها علامات له: وجاءت أم معبد الجهني إلى "الحسن" فقالت [له] : إنك قد أشعرت ابني في الناس، أي إنك قد تركته كالعلامة في الناس" [ ص: 440 ] .

قال أبو عبيد: ومنه حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - : "أن جبريل أتاه فقال: مر أمتك أن يرفعوا أصواتهم بالتلبية، فإنها من شعائر الحج".  

ومنه شعار العساكر، إنما يسمون بتلك الأسماء علامة لهم، ليعرف الرجل بها رفقته.

ومنه حديث "عمر" حين رمى رجل الجمرة فأصاب صلعته فسال الدم، ونادى رجل رجلا [فقال] : يا خليفة، فقال رجل من "خثعم" أشعر أمير المؤمنين دما؟ أي أساله، ونادى رجل: يا خليفة، [ ص: 441 ] فقال: ليقتلن أمير المؤمنين، فتفاءل عليه القتل، فرجع، فقتل [رضي الله عنه] .

التالي السابق


الخدمات العلمية