[ ص: 127 ] كثيرة جدا ، فإن من ادعى النبوة وكان صادقا ، فهو من أفضل خلق الله وأكملهم في العلم والدين ; فإنه لا أحد أفضل من رسل الله وأنبيائه صلوات الله عليهم وسلامه ، وإن كان بعضهم أفضل من بعض كما قال تعالى : ودلائل صدق النبي الصادق ، وكذب المتنبي الكذاب تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض .
وقال تعالى : ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض .
وإن كان فهو من أكفر خلق الله ، وشرهم ، كما قال تعالى : المدعي للنبوة كاذبا ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو قال أوحي إلي ولم يوح إليه شيء ومن قال سأنزل مثل ما أنزل الله .
[ ص: 128 ] وقال تعالى : فمن أظلم ممن كذب على الله وكذب بالصدق إذ جاءه أليس في جهنم مثوى للكافرين والذي جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون لهم ما يشاءون عند ربهم ذلك جزاء المحسنين .
وقال تعالى : ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة أليس في جهنم مثوى للمتكبرين .
فالكذب أصل للشر ، وأعظمه ، والصدق أصل للخير ، وأعظمه الصدق على الله تبارك وتعالى . الكذب على الله عز وجل
وفي الصحيحين : عن ، رضي الله عنه ، عن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، أنه قال : عبد الله بن مسعود . عليكم بالصدق ; فإن الصدق يهدي إلى البر ، وإن البر يهدي إلى الجنة ، ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق ، حتى يكتب عند الله صديقا ، وإياكم والكذب ; فإن الكذب يهدي إلى الفجور ، وإن الفجور يهدي إلى النار ، ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا
[ ص: 129 ] ولما كان هذا من أعلى الدرجات ، وهذا من أسفل الدركات ، كان بينهما من الفروق ، والدلائل ، والبراهين التي تدل على صدق أحدها وكذب الآخر ما يظهر لكل من عرف حالهما . ولهذا كانت ، كما قد بسط في موضع آخر . دلائل الأنبياء وأعلامهم الدالة على صدقهم كثيرة متنوعة ، كما أن دلائل كذب المتنبئين كثيرة متنوعة