وكان من أسباب نصر الدين وظهوره ، أن كتابا ورد من قبرص فيه النصارى ، بما يحتج به علماء دينهم وفضلاء ملتهم ، قديما ، وحديثا من الحجج السمعية ، والعقلية ، ، فاقتضى ذلك أن نذكر من الجواب ما يحصل به فصل الخطاب ، وبيان الخطإ من الصواب ; لينتفع بذلك أولو الألباب ، ويظهر ما بعث الله به رسله من الميزان ، والكتاب . الاحتجاج لدين
[ ص: 99 ] وأنا أذكر ما ذكروه بألفاظهم بأعيانها فصلا فصلا ، وأتبع كل فصل بما يناسبه من الجواب فرعا وأصلا ، وعقدا وحلا .
وما ذكروه في هذا الكتاب هو عمدتهم التي يعتمد عليها علماؤهم في مثل هذا الزمان ، وقبل هذا الزمان ، وإن كان قد يزيد بعضهم على بعض بحسب الأحوال ; فإن هذه الرسالة وجدناهم يعتمدون عليها قبل ذلك ، ويتناقلها علماؤهم بينهم ، والنسخ بها موجودة قديمة ، وهي مضافة إلى بولص الراهب أسقف [ ص: 100 ] صيدا الأنطاكي ، كتبها إلى بعض أصدقائه ، وله مصنفات في نصر النصرانية ، وذكر أنه لما سافر إلى بلاد الروم والقسطنطينية وبلاد الملافطة وبعض أعمال الإفرنج [ ص: 101 ] ورومية ، واجتمع بأجلاء أهل تلك الناحية ، وفاوض أفاضلهم ، وعلماءهم ، وقد عظم هذه الرسالة ، وسماها ( الكتاب المنطيقي الدولة خاني المبرهن عن الاعتقاد الصحيح ، والرأي المستقيم ) .