( ذي النون المصري ) : روى قول أبو الشيخ في كتاب العظمة بإسناده عنه قال : أشرقت لنوره السماوات وأنار بوجهه الظلمات وحجب جلاله عن العيون وناجاه على عرشه ألسنة الصدور . ( فإن قيل ) قد نقل القشيري عن ذي النون أنه سئل عن قوله تعالى : [ ص: 272 ] ( الرحمن على العرش استوى ) فقال : أثبت ذاته ونفى مكانه فهو موجود بذاته والأشياء موجودة بحكمته كما شاء ، قيل : القشيري لم يذكر لهذه الحكاية إسنادا وما ذكرناه مسند عنه ، وفي كتب التصوف من الحكايات المكذوبة ما الله به عليم . قال شيخ الإسلام : وهذا النقل باطل فإن هذا الكلام ليس فيه مناسبة للآية بل هو مناقض لها فإن هذه الآية لم تتضمن إثبات ذاته ونفي مكانه بوجه من الوجوه ، فكيف يفسر بذلك ؟ قال : وأما قوله هو موجود بذاته والأشياء موجودة بحكمه فحق ولكن ليس هو معنى الآية .