تقع واحدة ، والأصل في مسائل الاستثناء من الاستثناء أن لتخريجها طريقين : أحدهما : أنه ينظر إلى الاستثناء الأخير فيجعل استثناء مما يليه ثم ينظر إلى ما بقي منه فيجعل ذلك استثناء مما يليه هكذا إلى الاستثناء الأول ثم ينظر إلى الباقي من الاستثناء الأول فيستثنى ذلك القدر من الجملة الملفوظة فما بقي منها الواقع ، فإذا قال : أنت طالق ثلاثا إلا ثلاثا إلا واحدة - يستثني الواحدة من الثلاثة - يبقى اثنتان يستثنيهما من الثلاثة فتبقى واحدة كأنه قال : أنت طالق ثلاثا إلا اثنتين فإن قال أنت طالق ثلاثا [ ص: 157 ] إلا ثلاثا إلا واحدة يقع اثنتان ; لأنك تستثني الاثنتين من الثلاثة فتبقى واحدة تستثنيها من الثلاثة فيبقى اثنتان . قال : أنت طالق ثلاثا إلا ثلاثا إلا اثنتين
فإن يقع واحدة ; لأنك تستثني الواحدة من اثنتين فيبقى واحدة تستثنيها من الثلاث فيبقى اثنتان تستثنيهما من الثلاث فيبقى واحدة هي الواقع ، وكذلك إذا قال أنت طالق ثلاثا إلا ثلاثا إلا اثنتين إلا واحدة إنك تستثني ثمانيا من تسع فبقي واحدة نستثنيها من العشر فيبقى تسع كأنه قال : أنت طالق تسعا فيقع ثلاث فإن قال أنت طالق عشرا إلا تسعا إلا ثمانيا يقع ثنتان ; لأنك إذا استثنيت الواحدة من التسع يبقى ثمانية تستثنيها من العشر فيبقى اثنتان كأنه قال : أنت طالق عشرا إلا ثمانيا ، وعلى هذا جميع هذا الوجه ، وقياسه ، والثاني يرجع إلى عقد اليد ، وهو أن تعقد العدد الأول بيمينك ، والثاني بيسارك ، والثالث تضمه إلى ما في يمينك ، والرابع بيسارك تضمه إلى ما بيسارك ثم تطرح ما اجتمع في يسارك من جملة ما اجتمع في يمينك فما بقي في يمينك فهو الواقع ، والله أعلم . قال : أنت طالق عشرا إلا تسعا إلا واحدة