458 - مسألة : ونستحب أن يصلي على رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول : " اللهم صل على إذا أكمل التشهد في كلتا الجلستين محمد وعلى آل محمد وعلى أزواجه وذريته كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد ، وبارك على محمد وعلى آل محمد وعلى أزواجه وذريته كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد " ؟ حدثنا عبد الله بن ربيع ثنا محمد بن معاوية ثنا أحمد بن شعيب أنا محمد بن سلمة عن ابن القاسم حدثني عن مالك نعيم بن عبد الله المجمر : أن محمد بن عبد الله بن زيد الأنصاري - هو الذي أرى النداء للصلاة - أخبره عن وعبد الله بن زيد [ ص: 51 ] قال : { أبي مسعود الأنصاري ، فقال له سعد بن عبادة بشير بن سعد : أمرنا الله أن نصلي عليك يا رسول الله ، فكيف نصلي عليك ؟ فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تمنينا أنه لم يسأله ، ثم قال : قولوا : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم ، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد } ؟ حدثنا أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم في مجلس عبد الله بن يوسف ثنا أحمد بن فتح ثنا عبد الوهاب بن عيسى ثنا ثنا أحمد بن محمد ثنا أحمد بن علي ثنا مسلم بن الحجاج إسحاق بن إبراهيم هو ابن راهويه - ثنا عن روح عن مالك بن أنس عبد الله بن أبي بكر عن أبيه عن عمرو بن سليم أنا أبو حميد الساعدي " أنهم { محمد وعلى أزواجه وذريته كما صليت على آل إبراهيم ، وبارك على محمد وعلى أزواجه وذريته كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد } ؟ وبه إلى قالوا : يا رسول الله كيف نصلي عليك ؟ قال : قولوا : اللهم صل على : ثنا مسلم ثنا محمد بن المثنى ثنا محمد بن جعفر عن شعبة قال : سمعت الحكم بن عتيبة - قال : لقيني ابن أبي ليلى هو عبد الرحمن فقال : ألا أهدي لك هدية ؟ { كعب بن عجرة محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم ، إنك حميد مجيد ، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد } خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلنا : قد عرفنا كيف نسلم عليك ، فكيف نصلي عليك ؟ قال : قولوا : اللهم صل على
قال : جمعنا قبل جميع ألفاظه عليه السلام في هذه الأحاديث . علي
وإن اقتصر المصلي على بعض ما في هذه الأخبار أجزأه ، وإن لم يفعل أصلا كرهنا ذلك ، وصلاته تامة [ ص: 52 ] إلا أن فرضا عليه ولا بد أن يقول ما في خبر من هذه الأخبار ولو مرة واحدة في دهره ، لأمره عليه السلام بأن يقال ذلك
ولقول الله تعالى : { إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما }
والمرء إذا فعل ما أمر به مرة فقد أدى ما عليه ، إلا أن يأتي الأمر بترديد ذلك مقادير معلومة ، أو في أوقات معلومة ، فيكون ذلك لازما ومن قال : إن تكرار ما أمر به يلزم - : كان كلامه باطلا ، لأنه يكلف من ذلك ما لا حد له ، ولو كان ذلك لازما لأدى إلى بطلان كل شغل ، وبطلان سائر الأوامر ، وهذا هو الإصر والحرج اللذان قد آمننا الله تعالى منهما وإنما كرهنا تركه ، لأنه فضل عظيم لا يزهد فيه إلا محروم وصح { } ؟ وقال عن النبي صلى الله عليه وسلم : أن من صلى عليه واحدة صلى الله عليه عشرا : من لم يصل على النبي صلى الله عليه وسلم في صلاته بطلت صلاته ، واحتج بأن التسليم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فرض ، وهو في التشهد فرض . الشافعي
قال : وقد روى عن عبد الرحمن بن بشر أبي مسعود : { } بعض ما ذكرنا قبل " قيل للنبي صلى الله عليه وسلم : أمرنا أن نصلي عليك وأن نسلم ، فأما السلام فقد عرفناه ، فكيف نصلي عليك ؟ فعلمهم عليه السلام
وفي بعض ما ذكرنا : أنه عليه السلام قال لهم { : والسلام كما علمتم } قالوا : فالصلاة فرض حيث السلام ؟ قال : لو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن الصلاة حيث يكون السلام : لكان ما قالوه ، لكن لما لم يقله عليه السلام ، لم يكن ذلك ، ولم يجز أن نحكم بما لم يقل عليه السلام ، فيكون فاعل ذلك يقنت له عليه السلام ما لم يقل ، وشارعا ما لم يأذن به الله تعالى علي
قال : ولقد كان يلزم من قال : إن الصيام فرض في الاعتكاف من أجل أن الله تعالى ذكر الاعتكاف مع ذكره للصوم - : أن يجعل علي فرضا ، لأن الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم ذكرا الصلاة عليه مع التسليم عليه فإن ذكر ذاكر : حديث الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل [ ص: 53 ] صلاة عن ابن وهب أبي هانئ أن أبا علي الجنبي حدثه أنه سمع يقول : { فضالة بن عبيد } ؟ قال سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا يدعو في صلاته لم يمجد ( الله ) ولم يصل على النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : " عجلت أيها المصلي ثم علمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمع رجلا يصلي فمجد الله تعالى وحمده وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ادع تجب ، وسل تعط : ليس في هذا إيجاب الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم في الصلاة ، ولو كان ذلك لما قال له " عجلت " فليس من عجل في صلاته بمبطل لها ، بل كان يقول له : ارجع فصل فإنك لم تصل ، لكن في هذا الخبر استحباب الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم في الصلاة وغيرها فقط ؟ فإن ذكروا حديث علي الذي فيه { كعب بن عجرة جبريل ، فقال له : بعد من ذكرت عنده فلم يصل عليك ، فقال عليه السلام : آمين } ؟ قال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اعترض له : هذا خبر لا يصح ; لأن راويه علي أبو بكر بن أبي أويس ، وقد غمز غمزا شديدا عن محمد بن هلال ، وهو مجهول ، عن سعد بن إسحاق ، وهو مضطرب في اسمه غير مشهور الحال
ولو صح لكان فيه إيجاب الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم نصا متى ذكر في صلاة أو غيرها ، ولم يكن فيه تخصيص ما بعد التشهد في الصلاة بذلك وقد ذكر بعضهم ما يوافق قولهم عن أبي حميد ، وأبي أسيد ؟ [ ص: 54 ] قال : هذا لازم لمن رأى تقليد الصاحب ، لا لنا - وبالله تعالى التوفيق ؟ علي