قوله تعالى : وما كان لبشر الآية . أخرج عن ابن أبي حاتم ابن عباس : وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا الآية . [ ص: 181 ] قال : إلا أن يبعث ملكا يوحي إليه من عنده أو يلهمه فيقذف في قلبه، أو يكلمه من وراء حجاب .
وأخرج عبد بن حميد، ، عن وابن المنذر مجاهد : وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا . قال : ينفث في قلبه أو من وراء حجاب قال : موسى، أو يرسل رسولا قال : جبريل إلى محمد صلى الله عليه وسلم وأشباهه من الأنبياء .
وأخرج في "الأسماء والصفات" عن البيهقي يونس بن يزيد قال : سمعت سئل عن قول الله : الزهري وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا الآية . قال : نزلت هذه الآية تعم من أوحى الله إليه من النبيين فالكلام كلام الله الذي كلم به موسى من وراء حجاب والوحي ما يوحي الله به إلى النبي من أنبيائه فيثبت الله ما أراد من وحيه في قلب النبي فيتكلم به النبي ويبينه وهو كلام الله ووحيه ومنه ما يكون بين الله ورسله لا يكلم به أحد من الأنبياء أحدا من الناس، ولكنه سر غيب بين الله ورسله، ومنه ما يتكلم به الأنبياء ولا يكتبونه لأحد، ولا يأمرون بكتابته، ولكنهم يحدثون به الناس حديثا، ويبينون لهم أن الله أمرهم أن يبينوه للناس ويبلغوهم ومن الوحي ما يرسل الله به من يشاء من اصطفى من ملائكته فيكلمون أنبياءه ومن الوحي ما يرسل به إلى من يشاء، [ ص: 182 ] فيوحون به وحيا في قلوب من يشاء من رسله .
وأخرج البخاري ومسلم، عن والبيهقي عائشة : سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف يأتيك الوحي؟ قال : أحيانا يأتيني الملك في مثل صلصلة الجرس فيفصم عني وقد وعيت عنه ما قال وهو أشده علي وأحيانا يتمثل لي الملك رجلا فيكلمني فأعي ما يقول . قالت الحارث بن هشام ولقد رأيته ينزل عليه الوحي في اليوم الشديد البرد فيفصم وإن جبينه ليتفصد عرقا . عائشة : أن
وأخرج أبو يعلى والعقيلي والطبراني في "الأسماء والصفات" وضعفه عن والبيهقي سهل بن سعد قالا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : وعبد الله بن عمرو بن العاص دون الله سبعون ألف حجاب من نور وظلمة ما يسمع من نفس من حس تلك الحجب إلا زهقت نفسه .