قلت : وما ؟ فقال : لأن السنة إنما جاءت في الضمار وهو المال المحبوس في العين ، وأن السعاة يأخذون الناس [ ص: 361 ] بزكاة مواشيهم وثمارهم ، ولا يأخذونهم بزكاة العين ويقبل منهم قولهم في العين . الفرق بين العين وبين الماشية والثمار
قال : ألا ترى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أشهب وأبا بكر وعمر والخلفاء الماضين ، كانوا يبعثون الخراص في الثمار أول ما تطيب فيخرصون على الناس لإحصاء الزكاة ولما للناس في ذلك من تعجيل منافعهم بثمارهم للأكل والبيع ، ولا يؤمرون فيه بقضاء ما عليهم من الدين ثم يخرص عليهم ، وكذلك في المواشي تبعث السعاة ، وقد كان وعثمان يصيح في الناس هذا شهر زكاتكم فمن كان عليه دين فليقضه حتى تحصل أموالكم فتؤدون منها الزكاة ، فكان الرجل يحصي دينه ثم يؤدي مما بقي في يديه إن كان ما بقي في يديه تجب فيه الزكاة . قال عثمان بن عفان عن ابن مهدي أبي عبد الرحمن عن طلحة بن النضر قال : سمعت يقول : كانوا لا يرصدون الثمار في الدين وينبغي للعين أن ترصد في الدين . محمد بن سيرين
قال عن ابن مهدي عن حماد بن زيد أيوب عن قال : كان المصدق يجيء فأين ما رأى زرعا قائما أو إبلا قائمة أو غنما قائمة أخذ منها الصدقة . ابن سيرين