. وقوله : " فإنه لا ينفع تكلم بحق لا نفاذ له " ولاية الحق : نفوذه ، فإذا لم ينفذ كان ذلك عزلا له عن ولايته ، فهو بمنزلة الوالي العدل الذي في توليته مصالح العباد في معاشهم ومعادهم ، فإذا عزل عن ولايته لم ينفع ومراد بذلك عمر ، ولا ينفع تكلمه به إن لم يكن له قوة تنفيذه ، فهو تحريض منه على العلم بالحق والقوة على تنفيذه ، وقد مدح الله سبحانه أولي القوة في أمره والبصائر في دينه فقال : { التحريض على تنفيذ الحق إذا فهمه الحاكم واذكر عبادنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب أولي الأيدي والأبصار } فالأيدي : القوى على تنفيذ أمر الله ، والأبصار : البصائر في دينه .