[ } . واجب الحاكم
وقوله : " وآس الناس في مجلسك وفي وجهك وقضائك حتى لا يطمع شريف في حيفك ولا ييأس ضعيف من عدلك " إذا عدل الحاكم في هذا بين الخصمين فهو عنوان عدله في الحكومة ; فمتى خص أحد الخصمين بالدخول عليه أو القيام له أو بصدر المجلس والإقبال عليه والبشاشة له والنظر إليه كان عنوان حيفه وظلمه ، وقد رأيت في بعض التواريخ القديمة أن أحد قضاة العدل في بني إسرائيل أوصاهم إذا دفنوه أن ينبشوا قبره بعد مدة فينظروا هل تغير منه شيء أم لا ، وقال : إني لم أجر قط في حكم ، ولم أحاب فيه ، غير أنه دخل علي خصمان كان أحدهما صديقا لي فجعلت أصغي إليه بأذني أكثر من إصغائي إلى الآخر ، ففعلوا ما أوصاهم به ، فرأوا أذنه قد أكلها التراب ، ولم يتغير جسده ; وفي مفسدتان إحداهما : طمعه في أن تكون الحكومة له فيقوى قلبه وجنانه ، والثانية : أن الآخر ييأس من عدله ، ويضعف قلبه ، وتنكسر حجته . تخصيص أحد الخصمين بمجلس أو إقبال أو إكرام