فصل .
[ مثل الكافر ]
ثم ذكر سبحانه مثل الكلمة الخبيثة فشبهها بالشجرة الخبيثة التي اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار ، فلا عرق ثابت ، ولا فرع عال ، ولا ثمرة زاكية ، فلا ظل ، ولا جنى ، ولا ساق قائم ، ولا عرق في الأرض ثابت ، فلا أسفلها مغدق ولا أعلاها مونق ، ولا جنى لها ، ولا تعلو بل تعلى .
وإذا تأمل اللبيب أكثر كلام هذا الخلق في خطابهم وكسبهم وجده كذلك ; فالخسران الوقوف معه والاشتغال به عن أفضل الكلام وأنفعه .
قال الضحاك : ما لها من قرار ، يقول : ليس لها أصل ولا فرع ، وليس لها ثمرة ، ولا فيها منفعة ، كذلك الكافر لا يعمل خيرا ولا يقوله ، ولا يجعل الله فيه بركة ولا منفعة . ضرب الله مثلا للكافر بشجرة اجتثت من فوق الأرض
وقال : { ابن عباس ومثل كلمة خبيثة } - وهي الشرك - { كشجرة خبيثة } يعني الكافر ، { اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار } ، يقول : الشرك ليس له أصل يأخذ به الكافر ولا برهان ، ولا يقبل الله مع الشرك عملا ، فلا يقبل عمل المشرك ، ولا يصعد إلى الله ، فليس له أصل ثابت في الأرض ولا فرع في السماء ; يقول : ليس له عمل صالح في السماء ولا في الأرض .
وقال : مثل الشجرة الخبيثة مثل الكافر ، ليس لقوله ولا لعمله أصل ولا فرع ، ولا يستقر قوله ولا عمله على الأرض ، ولا يصعد إلى السماء . الربيع بن أنس
وقال سعيد عن في هذه الآية : أن رجلا لقي رجلا من أهل العلم فقال له : ما تقول في الكلمة الخبيثة ؟ قال : ما أعلم لها في الأرض مستقرا ولا في السماء مصعدا ، إلا أن تلزم عنق صاحبها حتى يوافى بها يوم القيامة . قتادة
وقوله : { اجتثت } أي استؤصلت من فوق الأرض ، ثم أخبر سبحانه عن فضله وعدله في الفريقين أصحاب الكلم الطيب والكلم الخبيث ، فأخبر أنه يثبت الذين آمنوا بإيمانهم بالقول الثابت أحوج ما يكونون إليه في الدنيا والآخرة ، وأنه يضل الظالمين وهم المشركون عن القول الثابت ، فأضل هؤلاء بعدله لظلمهم ، وثبت المؤمنين بفضله لإيمانهم