ألم يأتهم نبأ الذين من قبلهم : الألف بمعنى التقرير والتحذير. وقوله تعالى:
{والمؤتفكات} يعني: مدائن قوم لوط، وسميت بذلك؛ لأنها قلبت، فجعل عاليها سافلها، وكانت ثلاث قريات، وقيل: أربعا، وقوله في موضع آخر: {والمؤتفكة} [النجم: 53] على طريق الجنس.
وقوله تعالى في وصف المؤمنين: في جنات عدن يعني: جنات إقامة، من قولهم: (عدنت بالمكان) ؛ إذا أقمت به، وكذلك قال يعني: معدن الرجل الذي يكون فيه. ابن عباس:
كعب: في جنات عدن : هي الكروم والأعناب بالسريانية.
هو اسم لبطنان الجنة. ابن مسعود:
هو اسم لقصور في الجنة من ذهب، لا يدخلها إلا نبي، أو صديق، أو شهيد، أو حكم عدل. الحسن:
هي مدينة في الجنة، فيها الرسل، والأنبياء، والشهداء، وأئمة الهدى، والناس بعد حولهم في الجنات. الضحاك:
{عدن} : نهر في الجنة جناته على حافتيه. عطاء:
[ ص: 278 ] ورضوان من الله أكبر أي: أكبر مما هم فيه من ملك الجنة؛ وذلك لأنه سبب ما وصلوا إليه.
قال يصل إليهم من رضوان الله من اللذة والسرور ما هو ألذ عندهم وأقر لأعينهم من كل شيء أصابوه من لذة الجنة. الحسن:
وقوله تعالى: يحلفون بالله ما قالوا الآية:
روي: أن هذه الآية نزلت في الجلاس بن سويد بن صامت، قال: وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم المنافقين بأسمائهم، فسماهم رجسا-: والله لئن كان محمد صادقا على إخواننا الذين هم سادتنا وخيارنا؛ لنحن شر من الحمير، فقال له عامر بن قيس: أجل والله؛ إن محمدا لصادق مصدق، وإنك لشر من حمار، وأخبر عامر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، وجاء الجلاس، فحلف بالله عند منبر النبي صلى الله عليه وسلم: إن عامرا لكاذب، وحلف عامر لقد قال، وقال: اللهم أنزل على نبيك شيئا، فنزلت.
وقيل: إن الذي سمعه وأخبر به النبي صلى الله عليه وسلم عاصم بن عدي الأنصاري.
وقيل: بل سمعه ولد امرأته؛ فهم الجلاس بقتله؛ لئلا يخبر بخبره، ففيه نزل: وهموا بما لم ينالوا .
وقيل: بل هم الجلاس بقتل النبي صلى الله عليه وسلم.
[ ص: 279 ] نزلت الآية في قتادة: عبد الله بن أبي، رأى رجلا من غفار يتقاتل مع رجل من جهينة، وكانت جهينة حلفاء الأنصار، فعلا الغفاري الجهني، فقال ابن أبي: انصروا أخاكم، فوالله ما مثلنا ومثل محمد إلا كما قال القائل: (سمن كلبك يأكلك)، والله لئن رجعنا إلى المدينة؛ ليخرجن الأعز منها الأذل، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، فجاء ابن أبي، فحلف إنه لم يقله.
نزلت في رجل من مجاهد: قريش، يقال له: الأسود، هم بقتل النبي صلى الله عليه وسلم.